تخبط قادة المعارضة/ محمد الاقظف ولد حدمين
وكالة كيفة للأنباء

في السادس من اغسطس صيف العام 2008 اسيقظت موريتانيا على انقلاب عسكري أنهى حلم الموريتانيين بأول تجربة ديمقراطية عرفتها البلاد بعد استقلالها وكان من الطبيعي أن يخرج كل الموريتانيين وفي مقدمتهم الطيف المعارض دفاعا عن ديمقراطيتهم الوليدة . إلا أن مؤسسة المعارضة كان لها رأي آخر فكانت أول المباركين للانقلاب على لسان زعيمها الرئيس أحمد ولد داداه الذي وصف الانقلاب بأنه حركة تصحيحية وهذه الثغرة كانت المؤشر الايجابي للرئيس محمد ولد عبد العزيز على أن نظام المعارضة غير محصن ويمكن اختراقه في أي وقت ، مرت ايام وتأكد الرئيس أحمد ولد داداه من عدم رغبة الجيش في ترشيحه فرجع إلى صف المعارضين للانقلاب .

عاش الرئيس محمد ولد عبد العزيز بعد الانقلاب سنة من الحصار الداخلي والخارجي أنهاها اتفاق داكار الذي وقع بينه وبين المعارضة خرج بموجبه الرئيس سيد محمد ولد الشيخ عبد الله بعد توقيعه على وثيقة التنازل . منتصف العام 2009 نظمت انتخابات الرئاسة والتي فاز بها الرئيس محمد ولد عبد العزيز في الشوط الأول بنسبة تفوق %50 وأعترفت المعارضة بنتائجها وشهدت حادثة الباء الطائرة الشهيرة .

بعد الانتخابات أحكم الرئيس محمد ولد عبد العزيز قبضته وتنكر لجميع بنود الاتفاق الموقع في داكار مع الطيف المعارض وظلت الساحة في شد وجذب حتى انطلقت شرارة الربيع العربي فوقعت المعارضة في خطئها الاول من سلسلة أخطاء قاتلة ستقوم بها لاحقا فحركت الساحة لأسقاط رئيس منتخب لم يكمل السنتين من مأموريته الاولى التي منحته إيها صناديق الاقتراع وباعتراف من المعارضة ، فبدل الضغط على الرئيس لتنفيذ بنود الاتفاق الذي وقع في داكار فضلت المعارضة ركوب موجة خارجية فوجد الرئيس محمد ولد عبد العزيز ضالته وهي المبرر المقنع للتملص من جميع ما وقعه مع المعارضة .

نهاية 2013 شهدت الساحة السياسية أول انتخابات تشريعية بعد الانقلاب على الرئيس سيد محمد ولد الشيخ عبد الله ففضلت المعارضة تكرار الاخطاء المميتة فقاطعت الانتخابات متحججة بعدم وجود ظروف مناسبة للمنازلة الشريفة ، تفادى حزب التجمع الوطني للاصلاح والتنمية " تواصل" ذاك الخطأ وشارك في الاستحقاقات وكانت مشاركته " ما تلعگ اعليه " .

عام 2014 بدأ الرئيس محمد ولد عبد العزيز يستعد لمأمورية ثالثة فواصلت المعارضة في أخطائها التي لا تبقي ولا تذر فقاطعت الانتخابات وعاد حزب تواصل - تحت ضغط المشككين والمخونين - إلى مربع الفاشلين سياسيا وسيفهم " ال ما يگطع الزبده الني " ألا وهو سيف المقاطعة دون أن يستغل مشاركته المثمرة 2013 من أجل اقناع بقية أحزاب المعارضة بضرورة المشاركة في الانتخابات والدخول في الحوارات مع النظام بدل انتظار المجهول .

ظلت المعارضة طيلة هذه السنوات العشر تتنظر هدية ديمقراطية من عدو الديمقراطية الاول الرئيس محمد ولد عبد العزيز رافعة شعارات ،الحوار الجاد وضمانات من النظام تمكن من نزاهة العملية الانتخابية إلى غير ذلك من أحلام اليقظة حتى جاءت انتخابات 2018 فأصبحت المعارضة أمام خيارين لا ثالث لهما إما المشاركة أو حل أحزابها ، وفي النهاية شاركت المعارضة بدون حوار جدي وبدون ضمانات .

عشر سنوات مرت بعد انقلاب 2008 ومازالت المعارضة عاجزة حتى عن إعلان مرشح موحد .

لو كانت المعارضة جادة في مقارعة الأنظمة العسكرية والبحث عن التغيير - بعيدا عن ردات الفعل التي أعتمدها نهجا - لاستغلت الكم الهائل عندها من الطاقات الشبابية الحزبيين والمستقلين المتحمسين للتغيير وأشركتهم في التحضير للعملية الانتخابية المقبلة بشكل جدي قبل فوات الاوان لكن هيهات .


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2019-02-10 09:20:00
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article24085.html