فعلا تأسست مدينة كيفه في العام 1907 وتعتبر اليوم ثاني أكبر تجمع سكني بعد العاصمة نواكشوط كما أنها حكمت البلاد يوما ولو لفترة وجيزة
وأنجبت عبر مدارسها عديد المثقفين من أبناء الوطن ورغم هذا مازالت العقليات بعيدة من أن تقتنع بأن الدولة كيان أهم من القبيلة وأن التنافس القبلي أخطر من الفئوي أو ألشرائحي علي كيان الدولة باعتباره لا يحمل مظالم بل التنافس والتنافس فقط
فهل هو ضعف كيان الدولة بصفة عامة ورصانة أسس القبلية في وجه مفهوم الدولة الحديثة أم هما معا !؟
المتأمل لمدينة كيفه اليوم سيري صورة مصغرة للوطن بكل آماله وآلامه في كيفه تعيش نخبة مثقفة بثقافة عالية بجانب الأمية بنسبة مرتفعة .
وفي كيفه يوجد مثلث الفقر وفي كيفية توجد رؤوس أموال ورجال أعمال ……………
لكن في كيفه لا توجد بنية تحتية ولا توجد جامعة والنفاذ إلى الخدمات الأساسية يكاد يكون معدوم فرغم أنه توجد عينة من كل مؤسسة من المؤسسات الخدمية فالخدمات شبه معدومة.
لكن كل مشاكل المدينة اليوم تتمحور أساسا حول ضعف كيان الدولة في وجه مؤسسة القبيلة فالمؤسسة القبلية تعد هي المسيطر الأول على مركز صناعة السياسات العامة في المدينة، ذلك أن القبيلة على مدى القرون الماضية ظلت هي المرجعية الأساسية لمراكز سلطة القرار.
وعمدت عبر مراحل شتى إلى توسيع نفوذها، وتدعيمه يقابله بنفس درجة الاهتمام، سعي السلطة لاحتواء المؤسسة القبلية وضمان ولاءها بأشكال مختلفة تخدم سياساتها الرامية إلى الإطباق على الشعب حتى صار من الصعب التمييز بين دولة القبيلة وقبيلة الدولة.”فهل يمكن تصور إيجاد حلول لمشاكل المدينة العالقة قبل استقلال الدولة بصفة عامة من نفوذ القبيلة وقيام مؤسسات مدنية تجسد سيادة الدولة .
وهل ستتأجل حلول مشاكل التعليم والصحة والماء والكهربا إلي حين وجود حل لثنائية سلطة الدولة والقبيلة أم أن كل قبيلة ستوفر الحلول اللازمة داخل حيزها الجغرافي وتكون الخطوة الموالية رفع علم الاستقلال !
بقلم / محمد غالى ولد اعلانه