اقورط / صعود ولد اسويلك ..هل تمزقت القيود؟
وكالة كيفة للأنباء

يثير الصعود المفاجئ لأحد أبناء "آدوابه" في أكبر وأهم بلدية بولاية لعصابه الكثير من الاهتمام والمتابعة من لدن المهتمين بالشأن السياسي بهذه الولاية التي يهيمن فيها تحالف المخزن مع المجتمع التقليدي على المجال السياسي بشكل قوي منذ انطلاق التعددية في موريتانيا قبل حوالي ثلاثة عقود.

وسيحتفظ التاريخ مع أن الوقت لا يزال مبكرا للحكم على الحسم في هذه البلدية في الشوط الثاني بهذه الهبة الشعبية "المتنوعة" التي دفعت بهذا "الحرطاني" إلى التفوق على مرشح حزب السلطة والإقطاع وجره في معركة صعبة وحامية إلى الجولة الثانية مهما كانت النتائج.

فما هي العصا السحرية التي استخدمها ولد أسويلك لتحقيق هذا النجاح في هذا الوقت القياسي وما هي أسباب ما يجري الآن في هذه البلدية الريفية التي استعصت على التغيير منذ سنة 1988.؟

إن كثيرين في إجابة سريعة على هذا السؤال يردون بأن دعم رجال أعمال معروفين هو ما أدى إلى هذا الوضع، والذي لا يخطر على بالهم وهو يصدرون هذا الحكم أن هذا السبب هو واحد فقط من بين أسباب كثيرة وليس أكثرها إثارة وأهمية.

لقد عانى سكان هذه البلدية على أيدي العمد السابقين المدفوعين من طرف السلطة والزعامات التقليدية فلم يقدموا مثقال ذرة للجماهير التي اختارتهم ولم يحققوا أدنى درجات النجاح في أي مجال من مجالات الحياة واقتصرت مهمتهم على هضم حصة البلدية من الصندوق الجهوي وتوقيع بعض الوثائق واستقبال المسؤولين.

وهو الدور الذي لا يسمن ولا يغني وقد بات المواطنون يعون ضرورة الانتفاضة في وجه هذا الواقع المزري وتلمس الحلول في كل الاتجاهات؟

زد على ذلك حرمان فئات الفلاحين الذين يشكلون القوة الانتخابية الضاربة في البلدية من التقدم لهذا المنصب وتركهم على هامش الحياة يقاسون الفقر والعزلة والحرمان وهو ما جعلهم ينتظرون أول فرصة سانحة للانقضاض على هذا الوضع ومحاولة تغييره.

إن تراجع قبضة الزعامات العتيقة الملحوظ وتحرر الكثيرين من القيود القبلية التي أذاقتهم الأمرين هي أيضا من بين الأسباب التي جعلت "دارأم الخز" و"مقطع اسفيره" يبعثون برسائل قوية وذلك بالتصويت لولد أسويلك في خروج مدو ولافت على المألوف وفي قرى ذات رمزية خاصة.

كذلك من حسن حظ "آدوابه" هذه البلدية أنهم أميون لم تتوفر لهم ظروف تعليم أبنائهم فسلموا من لعنة المثقفين والأطر النفعيين الذين كانوا سبب تدجين وبيع الجماهير في مناطق أخرى أكثر مدنية كما حدث في مدينة كيفه حيث فشلت الفئات المطحونة في الانتصار لولد صغيرو وانجرت رغما عنها خلف أولئك الأطر الفاسدين لدعم مرشح القبائل جمال ولد كبود.

يصنع فقراء بلدية أقورط اليوم معجزة سياسية سيكون لها رجع كبير على كافة مناطق الولاية وهو الأمر الذي يجب التوقف عنده وأخذ العبر.!

إن ما يتراءى اليوم هو بزوغ فجر جديد ستقلب فيه الجماهير المغبونة، المظلومة الطاولة على زمن الهيمنة والمصادرة والعبودية السياسية.!


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2018-09-13 07:20:43
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article22955.html