المهندس ايراهيم ولد بيه.. مكسب للسياسة وإضافة للمشهد السياسي(رأي حر)
وكالة كيفة للأنباء

منذ بعيد، نبذتُ السياسة وأعرضتُ عن السياسيين، ولعنْتُ فعل (ساس) بكل تصريفاته، بعد أن انقلبَتْ في بلدنا السياسة على الشعر والأدب حتى استحق لقب (المليون سياسي)، فتعاطاها كل ذي كبد رطبة.. وما كنتُ إلا من غُزَيّة، فما أحد أشدُّ لها مِراساً مني، فقد دخلت فيها وما بلغت العشرين، ولكن:
 تعِبَتْ من السفر الطويل حقائبي *** وتعبتُ من خَيلي ومن غَزَواتي...

وفي خضم المعمعة الدائرة في البلاد منذ فترة -وكما هو العادة- ازدحمت وتشابكت وتشابهت في المشهد السياسي الوجوه والأسماء والصفات، وتبارى الجميع في إبداع وتنميق الشعارات وغنى كل على حزبه.

ولكن ما يثلج الصدر و"يرفع" الفعل السياسي هو بروز أسماء لامعة في المجالات العلمية والمهنية والإنسانية، وترجّلها في الميدان السياسي لتقلّد مهام بلدية أو أداء أدوار تشريعية ونيابية.. كان أبرزها ما طالعتنا به المواقع الإلكترونية من ترشيح مجموعات من الجالية الموريتانية في الإمارات للمهندس الدكتور إبراهيم ولد بيه لمقعد نائب في البرلمان عن دائرة آسيا.

إنه اختيار موفق في نظري، بل هو سعي لتقرير واقع، فأنا لا أحس جديداً في هذه العبارة.. المهندس إبراهيم ولد بيه نائب عن الجالية الموريتانية في الخارج.. نعم إنه واقع يشهد له كل من وطئ أرض الإمارات منذ نحو عقود ثلاثة، فقد كرس الرجل اهتمامه وبيته وجيبه وبشاشته وعلاقاته لاحتضان وتمكين الزوار الباحثين عن العمل والموظفين الراغبين في تحسين أوضاعهم إضافة إلى الاهتمام الخاص بالضيوف الرسميين للدولة الذين يزورون الإمارات من حين لآخر في ظل العلاقة الممتيزة التي تربط بين البلدين الشقيقين.

نعم، رغم ما للحضور الاجتماعي من أهمية فإن اختيار النائب للجاليات عموماً ولقارة آسيا خصوصاً (ذات الثقل العربي والخليجي تحديداً) ينبغي أن يكون على معايير أبعد من ذلك؛ إذ يواجه النائب عن الجاليات في الخارج تحديات أكبر، فمهمته مركبة ومعقدة حيث يتعامل مع أبناء بلده في ظل ظروف وثقافات وسياسات وسياقات متنوعة ومتباينة جداًّ في كثير من الأحيان.

وعلى ذلك، يلعب فهم الثقافة -من عادات وتقاليد- دوراً كبيراً في نجاح النائب بما يتيح له التغلب على المشاكل بل ويسمح له بإيجاد الفرص وتحسين أوضاع الجاليات.

وهنا يكمن سر ثقتنا في مرشحنا لدائرة آسيا، المهندس إبراهيم، فلا يختلف اثنان على اهتمامه الكبير بشؤون الوطن والمواطن المختلفة وعلى قدرته على تحليلها واقتراح الحلول لها بالتعاون مع مختلف الأطراف المعنية.. فضلاً عن ما ينفرد به من نقاط قوة في هذا السياق؛ فقد درس المرحلة الثانوية في السعودية (3 سنوات- الرياض) والجامعة في دولة الكويت (5 سنوات - كلية الهندسة والبترول) وعمل وما يزال يعمل في الإمارات (لأكثر من 25 سنة) كما حصل خلال هذه الفترة على شهادتي ماجستير (إحداهما في إدارة الأعمال/ تسيير المؤسسات، والأخرى في إدارة الجودة، من الجامعة الأسترالية في دبي)، إضافة إلى العديد من الشهادات المهنية.

وغني عن القول أن مرشحنا يتقن اللغة الإنجليزية وملم بشكل جيد باللغة الفرنسية علاوة على إتقانه اللغة العربية ومعرفته بآدابها، وهو شاعر بالسليقة.

ورغم بعده المكاني وانشغالاته العملية، لم يتوان المهندس إبراهيم يوماً عن تلبية النداءات الوطنية، ولم يدخر جهداً، فقد بذل الغالي والنفيس في الاستحقاقات الرئاسية في كل من عامي 2009 و2014 لإنجاح الحملتين الرئاسيتين للرئيس محمد ولد عبدالعزيز بعد اختياره منسقاً لهما في الإمارات، فنجح في المهمة وفاجأ الجميع حينها بنتيجة فاقت كل التوقعات.

هذا علاوة على دوره البارز في الانتخابات النيابية في دوراتها المختلفة، كل ذلك بشهادة وشكر ممثلي السفارة الموريتانية في الإمارات.. وقد استطاع النجاح في هذه المهمات بحكم مكانته الاجتماعية وعلاقاته الطيبة مع مختلف أطياف الجالية.

أملنا كبير في أن تصل هموم المواطن المغترب وصوته إلى البرلمان، وأن تكون نداءات الجاليات وترشيحاتها معياراً جوهرياً في اختيار من يمثلها، لا أن تضيع الفرصة نهباً لرجال الأعمال المتنفّذين الذين يسعون لدخول البرلمان للحفاظ على مصالحهم، بحسب ما صرح به رئيس الجمهورية في خطابه الأخير في زويرات…

وكما قال الشاعر (بتصرف):

فللسياسة أهل يعرفون بها *** وللتجارة كُتّاب وحُسّاب.

بقلم/محمد محفوظ ولد الشيخ، كاتب وشاعر موريتاني


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2018-09-07 18:32:33
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article22913.html