كيفه: بسبب سوء التسيير آلاف المواطنين مهددون بالعطش بأغورط (تقرير مصور)
وكالة كيفة للأنباء

ظل انقطاع المياه في شبكة القرى التي تتزود من بئر "أمهاني" في بلدية أقورط هو السمة التي ميزت هذه الخدمة، إذ لا يستمر جريان الحنفيات أسبوعا حتى يتوقف في الأسبوع التالي ، غير أن المواطنين لم ينزعجوا من هذا الحال مادامت المياه تغيب وتحضر.

ومنذ شهرين دخلت هذه القرى الآهلة بالسكان في أزمة عطش حادة بعدما تعطل المولد الذي يشغل هذه الشبكة نهائيا، حيث عادت قرى: بوكادوم ، باب السلام ، الرشيد، وغيرها إلى طرق السقاية التقليدية عبر جلب المياه على الحمير من آبار كانت مهملة وغير مؤهلة وتحوم كافة الشكوك حول سلامة مياهها ثم لجأ البعض إلى شراء المياه من مدينة كيفه العطشى أصلا بأسعار خيالية جدا .

هذه القرى اتصلت بكل الجهات المعنية بشكل مباشر وعبر الكتابة لطلب حل هذا المشكل الذي يضرب آلاف المواطنين في منطقة متقدمة وحيوية جدا ، لكن تلك الجهود باءت بالفشل ولم تتحرك الإدارة ولا البلدية أو أي جهة أخرى لمناصرة السكان وإيجاد الحل.

وكالة كيفه للأنباء نظمت جولة داخل القرى المستفيدة والتقت بعدد من المواطنين وتحدثت إلى مسؤولين في المكتب الوطني لخدمات الماء في الوسط الريفي ONSER وقد أجمع كل هؤلاء على أن السبب هو امتناع هذه المؤسسة عن إصلاح المولد الكهربائي أو اقتناء آخر جديد بسبب دين لا يتجاوز 1.700.000 عملة قديمة مسجلة على السكان.

المواطنون في هذه القرى يرفضون بقاء أي متأخرات عليهم وكل واحد منه يحفظ أوصال تسديد الفاتورات التي استهلكها ويحملون المسؤولية في المشكل للمسيرين وللمكتب ويجزمون على ذلك.

إن ما يثير الاستغراب والدهشة هو كيف تسمح دولة بمؤسسة وطنية تعمل بالضرائب التي تجمع على المواطنين أن تعاقبهم بهذا الأسلوب ولو سلمنا بأن هذا المبلغ الزهيد هو في الحقيقة دينا عليهم؟

وما ذنب آلاف الزبناء الذين سددوا ؟

لقد ندد هؤلاء بالكذبة التي حيكت ضدهم وهاهم اليوم في مفترق طرق لا يعرفون أين يفرون ولن تشعر بأنك في دولة وأن ترى النساء يعترضن سيارات النقل لاستجدائها في جرعة ماء تطفئ ظمأ طفل أو مريض، وهم اليوم باتوا مصرين على التحرك مهما كان الثمن لفرض عودة المياه بما في ذلك حمل الأطفال والمرضى إلى مكتب والي لعصابه.

لقد ضاع هؤلاء بين إهمال السلطات المحلية وعجزها وتقاعسها عن تحمل المسؤولية وبين جشع المسيرين المجبولين على أساليب التطفيف والاستبقاء من كل شيء وبخل ONSER التي تتصرف اتجاه المواطنين وكأنها مؤسسة خصوصية غير إنسانية ولا اجتماعية تتصرف طبقا لأرقام الربح والخسارة.

لك الله يا وطن يعز على شعبه بكل شيئ حتى جرعة ماء تافهة. !


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2018-07-14 08:45:00
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article22193.html