شاء القدر أن يكون يوم الجمعة ال 25 مايو2018 هو يوم من التردد على جناح المستعجلات بمركز استطباب كيفه إذ جئت إلى هناك مرات رفقة مرضى من الأهل والأصدقاء.
لقد لفت انتباهي وشد اهتمامي فريق المداومة ذلك اليوم المشهود .
كان تحت إشراف الدكتور عبد الرحمن وبعضوية الممرضين: الطالب أعل ، عبد الرحمن ولد سعدنا و الأخ المصطفى.
كانوا شبابا رائعين إلى أبعد الحدود، يستقبلون المرضى بالابتسامة والسرور. يتحركون داخل جناحهم بالسرعة والحيوية المطلوبة في ظروف وأجواء الاستعجال، يقسمون الأدوار بالإشارات فيقوم كل واحد بالمهمة على الوجه الأكمل رغم حرارة اليوم وضغط الصوم. !!
كان من بين الداخلين جرحى تسيل دماءهم بشكل مقزز فهبوا يضمدون ويربطون ويجففون بكل تفان واتقان، ودون خوف أو تأنف .. !
وجد المرضى - وبالسرعة المطلوبة - العلاجات المناسبة فلم تحدث أي زحمة أو ارتباك في تلك الصالة الصحية الهامة. !
عمل هؤلاء طول ذلك اليوم بنفس الأسلوب وذات الوتيرة والوجوه الوضاءة فقد عدت إليهم أيضا بعد صلاة العشاء.
هناك انتابني بعض الارتياح ولمست أن بالنفق المظلم نور في نهاية المطاف وأن رجالا مخلصون يوجدون بيننا.
مازال بالبلد ضمير ومازال فيه ناس بررة وأوفياء وهناك شباب متحمس ورائع يقوم بما يجب.
اختطفت صورة لبعض عناصر الفريق دون أن يعرف أي منهم فيم سأوظفها.
أجلك من أعماق قلبي يا مداومة الجمعة وأضع قبعتي تحت أقدام ذلك الفريق الاستثنائي حقا .
حسرتي على شعب لا يقدركم ولا يدرك قيمة خصالكم النادرة.
أف لحكومة لا تعطيكم أكثر مما تطلبون ...
وسحقا لنظام لا يوفيكم حقوقكم ولا يبحث عن هذا الصنف من الرجال حتى يجازيهم...
شكرا جزيلا فريق مداومة الجمعة...
من صفحة الكاتب الشيخ ولد أحمد مدير وكالة كيفه للانباء على الفيسبوك