وفق تحقيق أجرته الأمل الجديد فقد تعرض رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز إلى سلسلة من الأخطاء أدت إلى تعقيد حالته الصحية حسب الأخصائيين الذين استنطقتهم الأمل الجديد.
فمن ناحية كان على ولد عبد العزيز فور إصابته أن يلتزم السكون على حالة واحدة حتى يصل إلى المستشفى ويتحاشى المشي عكسا لما فعل حينما ترجل من السيارة ومشى داخل المستشفى، لأن الرصاصة تتحرك بتحرك المصاب داخل الجسم ويؤثر ذلك على نطاق الإصابة إما بتوسيعها وإما بتسرب بعض رمادها إلى أماكن أخرى مما يصعب عملية تنظيفها.
ثانيا: تعرض الرئيس لانتكاسة صحية في فرنسا بعد نحو 5 أيام من العملية، ولا يعرف على وجه التحديد سبب هذه الانتكاسة غير أن الأخصائيين يحصرونها في الاحتمالات التالية:
1- أن يكون الرئيس قد تعرض لاستئصال واسع للأمعاء وصل إلى ما بين الثلث والنصف بحيث صعب على هذه الأخيرة استعادة وظائفها الحيوية بصورة طبيعية.
2- أن يكون الرئيس كان محتاجا إلى مفاغرة طبية وهي فتحة جانبية في الأمعاء تقوم بوظيفة التفريغ ريثما تستعيد الأمعاء المخاطة وظيفتها الحيوية، وهذه المفارغة تدوم عادة من أسابيع إلى أشهر حسب الحالة وهي تمكن من تفادي حدوث أي تعفن أو تسمم او رشح يؤدي إلى مضاعفات داخل الأمعاء المخاطة، وبدون هذه المفاغرة قد تحدث مضاعفات أحيانا.
3- أن تكون قد بقيت في الأمعاء نقطة مصابة لم تطلها العملية تسببت في حدوث المضاعفات المذكورة.
4- أن تكون الأمعاء بسبب بطء الاستجابة أو بسبب تفاعلات كيميائية معينة لم تستجب للعملية، إما مباشرة وإما بسبب تغذية المريض قبل الاوان أو بطريقة غير مناسبة مما ينجم عنه مضاعفات، فقد يحتاج المريض إلى تغذية وريدية طيلة ايام أو أسابيع حتى تظهر الأمعاء استجابة طبيعية عن طريق إفرازها للغازات مثلا.
وقد اكد الأخصائيون للأمل الجديد أن تدهور الوزن الشديد ظاهرة طبيعية تصاحب تعطل الأمعاء ولو لايام قليلة عن القيام بوظائفها الهضمية المعتادة، لكن الأمعاء إذا استعادت وظيفتها فسيؤدي ذلك إلى استعادة المريض لوزنه الطبيعي خلال اسابيع أو أشهر.
وبخصوص طبيعة العملية أكدوا أن مثل هذا النوع من العمليات ينجح بنسبة 99% ما لم تكن هناك أخطاء طبية أو مضاعفات وفي حالة اضطر الأطباء إلى إعادة العملية فإن نسبة نجاحها تنخفض إلى حدود 70%، وفي حالة عجز الأمعاء رغم كل التدخلات الطبية عن استعادة وظيفتها الطبيعية توجد مستشفيات متخصصة لزرع الأمعاء بنسبة نجاح تصل إلى 50%.
ويعتبر الاطباء على كل حال عمليات الأمعاء مهما وقع تنتهي في النهاية إلى شفاء صاحبها ولو بعد طول إلا في حالات نادرة جدا بسبب مضاعفات طارئة خارج الحسبان.
ورغم عدم وجود معلومات دقيقة عن نوعية ما يعاني منه الرئيس حاليا فإن المؤشرات العلاجية التي يخضع لها حسب هؤلاء الأخصائيين توحي بأن حالته تحت السيطرة وإن كانت تحتاج إلى اسابيع.