في موريتانيا أمور لا متناهية في العجب فلا شيء يخضع للقانون والنظام, في الشارع الراجلون والراكبون يمرون حيث يشاؤون وكيفما يريدون المار يجتاز الطريق المعبد من أي نقطة شاء وأثناء الإشارات الضوئية الخضراء والحمراء، السائقون لا يعبؤون هم أيضا بهذه الإشارات المحسوبة علي فواتير الفقراء، ينزلون عن الشارع المعبد ,يصعدون علي الشارع المعبد , يقفون وسط الشارع لينزلوا راكبا أو يحملوا أخر، يتسابقون علي مفترق الطرق ، وسط الشارع الكبير، علي جنبات الطرق الصغيرة وبين الأزقة غير مكترثين بسلطة ولا يخشون عقابا، ورجال أمن الطرق والشرطة حاضرة غائبة لا تلوي علي شيء.
في موريتانيا المراهقون والمراهقات من التلاميذ يمضون الساعات تلو الساعات أمام الثانويات والأساتذة -إن حضروا- داخل الأقسام لا مبالين بالغائب ولا الحاضر ،منشغلين بتحضير دروس سيقدمونها بعد خروجهم فورا في المؤسسات التعليمية الحرة التي تدفع أكثر.
إدارات هذه المؤسسات التعليمية الوطنية غير مسؤولة عن ما هو خارج المؤسسة, أما الأهالي فغير معنيين بمتابعة أبنائهم ولا الإستفسار عنهم إلا يوم توزيع النتائج فيرضخون لأمر واقع هو رسوب الأبناء فعند الامتحان يكرم المرء أويهان.
مؤسسات التعليم الأساسي هي الأخرى ليست بأحسن حظا من سابقاتها ففي كل مدرسة ابتدائية يوجد مدير مع طاقم تربوي جله نساء يتبارين في تسجيل الراحات الطبية وتعمد كل واحدة منهن عند تواجدهن بالمدرسة في أحد الأيام – وما أقله – علي ترويج تجارتها التي ترافقها دائما (ملاحف- ساعات- نعل – صكات...) للأخريات.
في موريتانيا عند وصولك لأي مرفق صحي – لا قدر الله – طلبا للعلاج سيتبادر لك ولأول وهلة أنك لست في بلد عادي من عالم اليوم فإذا كنت تريد الأخصائي أو الطبيب العام فالأهون عليك أن تلامس الثريا من أن تعثر عليهما ،إنهما موجودان في العيادات الخاصة ومستعدان لإستقبالك مع كثيرمن العطف والحنان ،فأنت هنا مرغوب فيك لأنك ستدفع مباشرة ،أماهناك فالويل والثبورمع طول الإنتظارهو الحصاد.
عجيبة موريتانيا في كل مجال وعندما تطرق أي باب تطلب صاحبه أن يؤدي واجبه تجاهك أوتجاه وطنه فلن تجده إلا موصدا وليس الحال عند البلدية أووكالة التنمية الحضرية أووكالة السجل السكاني أوأي وزارة أو إدارة أيا كانت بأحسن مماسبق.