لقد علمتنا التجارب الإنسانية أن النجاح في الحياة لا يعني بالمرة البقاء في الصدارة كل الوقت وإنما يترجم النجاح في قوة إدراك المعنيين بأي شأن لحالات الخطر وحالات الارتياح واستنهاض الحكمة لديهم في الأوقات المناسبة لتجاوز الخطر وضمان الارتياح.
عاش حزب الاتحاد من أجل الجمهورية منذ وقت وضعية غير مريحة أوشكت على وضعه في مهب العواصف، وشكلت ملهم تسلية للمتربصين به متوهمين انهياره لكن هيهات.
أثبت الاتحاد من أجل الجمهورية أنه يضم مجموعة من الحكماء ينهضون متى اقتضت الضرورة ذلك، وتمثل استنهاض حكمتهم هذه المرة في إدراكهم للخطر الذي بات يهدد تماسك الحزب وانصياعهم لتوجيهات صاحب الفخامة السيد محمد ولد عبد العزيز رئيس الجمهورية الذي أصر فيها على تكليف لجنة عليا مهمتها تشخيص واقع الحزب وتفعيل هيئاته بكل موضوعية كما أكد على تمكين الشباب من زمام العمل في هيئات الحزب وهياكله وكذا الاعتلاء للمناصب الاستحقاقية في المواسم الانتخابية القادمة وتلك ملاحظة تستوجب التوقف لفهم دلالتها ومعانيها الإيجابية التي تبعث في النفوس ارتياحا كبيرا عن تفكير الرجل وقناعته أن البلد يحتاج لأطره وكفاءاته الشبابية الوطنية بعيدا عن الأنا أو إقصاء لأي أحد فالحزب يتسع للجميع ويحتاج للجميع لكن نهضته وفاعليته في الساحة مرهونة بإشراك طاقات ومواهب شبابية قادرة على مواكبة الاساليب العصرية
واستطاعت اللجنة العليا في ظرف شبه قياسي الاستماع إلى جميع هياكل الحزب بدءا بالمكتب التنفيذي مرورا بالمجلس الوطني وصولا إلى تنظيم أيام تشاورية افرزت جملة من التوصيات شملت كل التفاصيل شخصت واقع الحزب ووضعت لكل مشكلة حلولها المناسبة
وبهذا يكون الحزب قد أكد على أن الاختلالات التي مر بها مؤخرا ماهي إلا كبوة من كبوات الجياد ورخوة من استرخاءات الرجال وقد انتفضت الجياد وشمر الرجال عن سواعدهم بهمة عالية ورسمت الأهداف ولم يبق إلا إحراز النتائج وهي محسومة لأن الآراء المثارة في ورشات التشاور أبدت كلها استعدادا لتغليب مصلحة الحزب على كل الاعتبارات.
