ما الذي جاء أردوغان يفعله في موريتانيا؟/محجوبة منت المامون
وكالة كيفة للأنباء

أدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، زيارة رسمية لموريتانيا يوم 28 فبراير 2018. وبالنظر إلى أنها الزيارة الأولى من نوعها لرئيس تركي لموريتانيا ولأنها تحصل وسط مناخ إقليمي يطبعه التوتر، فإنها تطرح الكثير من التساؤلات حول توقيتها وأهدافها، مما يدفع المراقبين إلى البحث في الدوافع التي حملت أردوغان إلى زيارة نواكشوط؟

يمكن فهم أسباب زيارة أردوغان إلى الجزائر مثلا بالنظر إلى حجم العلاقات الاقتصادية بين البلدين، لكن أن يزور موريتانيا التي يكاد حجم التبادلات معها أن يكون مهملا والتي توجد في تحالف سياسي يناهضه أردوغان ويخوض حربا شعواء ضده، فهو أمر يدعو للاستغراب؟

فهل يكون الرئيس التركي قد قدم لمحاولة جر موريتانيا إلى الحلف التركي القطري أو على الأقل سعيا إلى إحداث شرخ بينها مع حلفائها الخليجيين؟ أم أنه جاء لاستعراض شعبيته في هذا الجزء من العالم إرضاء لنهم إمبراطوري تعاظم لديه بعد أن طال مكوثه في السلطة؟ أم أن أردوغان يريد أن يمزج بين هذا وذاك؟

لقد استبق أنصار أردوغان الزيارة بحملة علاقات عامة تحاول أن تسوقها انطلاقا من كونها "زيارة تاريخية" طال انتظارها وبأنها "محل ترحيب من الشعب الموريتاني" وبأن هذا "الزعيم التركي له دين على الموريتانيين"، وذلك في محاولة فيما يبدو لجعل مجرد وجود الرئيس التركي في موريتانيا حدثا مهما في حد ذاته، ما دام سيصل إلى البلاد خاوي الوفاض وبنوايا غير مفهومة!

فأردوغان يأتي إلى موريتانيا قادما من الجزائر بعد أن دشن أكبر مصنع للنسيج في إفريقيا باستثمارات تركية تجاوزت 1.5 مليار دولار، بينما تقتصر استثمارات بلاده في موريتانيا على عدة سفن صيد ومصانع للسمك تساهم في نهب الثروة البحرية للبلاد، بالإضافة إلى مدرسة تمت مصادرتها من عبد الله غولن لتصبح تحت وصاية المعارف التركية!

والحقيقة أن الموريتانيين لا يرحبون بأردوغان بل إنهم يعتبرونه ضيفا غير مرغوب، لأنهم يدركون ما يجري في العالم ولأنهم جزء من الأمة العربية التي يساهم بحماس في تمزيقها وتقطيع أوصالها. فالموريتانيون يتابعون بغضب تدخله في العراق وليبيا ودوره في سوريا الذي وصل حد احتلال أراضيها، وهم أيضا قلقون من تدخله في الشؤون الخليجية وسعيه المتواصل لتهديد الأمن القومي المصري.

وسيكون أردوغان أكبر الحالمين إن تصور أنه بإمكانه أن يجد موطأ قدم في موريتانيا أو أنه قادر على خداع حكومتها أو شعبها، لأن جميع الأقنعة قد تساقطت بعد أن سلك الطريق الخطأ واختار الحلف الخاسر. فالشعب الموريتاني متشبث باستقرار بلده وبالمصالح العليا لأمته ولم يعد مستعدا للانجراف في مغامرات أثبتت الأيام خطورتها وكشفت عن حقيقة الأهداف التي تخدمه.

حجوبة منت المامون


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2018-03-01 08:00:00
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article20990.html