(السبيل - عمان): يعيش الشارع الموريتاني حالة متباينة من التفاؤل والقلق بشأن الوضع الصحي للرئيس محمد ولد عبد العزيز، ويلف الغموض مكان وجوده الفعلي وحقيقة وضعه الصحي بعد أيام من إعلان شبه رسمي عن خروجه من المستشفى.
وتتضارب الأنباء الواردة من العاصمة الفرنسية باريس بشأن المكان الفعلي الذي يوجد فيه ولد عبد العزيز حاليا، وسط غياب أي تصريحات رسمية بهذا الخصوص.
فقبل أربعة أيام قال مقربون من الرئيس إنه خرج من مستشفى بيرسي بباريس بعد تحسن في حالته الصحية وإنه سيعود قريبا إلى العاصمة نواكشوط للبدء في مزاولة مهامه بشكل رسمي، وهو الخبر الذي تناقلته وسائل إعلام خاصة في نواكشوط.
وعاد لاحقا الرسول ولد الخال المستشار الإعلامي للرئيس، ليؤكد نبأ مغادرته المستشفى ولكن عبر وسيلة إعلامية خارجية هي إذاعة فرنسا الدولية وهو تصريح تناقلته بعض وكالات الأنباء العالمية، ولكن اللافت أن وسائل الإعلام العمومية المملوكة للدولة تجاهلت الخبر مطلقا، كما تجاهلت تصريحات المستشار الإعلامي وهو ما أثار مزيدا من الشكوك بشأن مصداقية تلك الأنباء.
ومعلوم أن وسائل الإعلام العمومية بأي دولة تهتم بكل صغيرة وكبيرة تتعلق بأخبار ونشاطات الرؤساء، وخصوصا إذا كان الأمر يتعلق بخبر تعافي الرئيس وخروجه من المستشفى وقرب عودته.
وأكدت مصادر سياسية للجزيرة نت نقلا عن الوزير الأول مولاي محمد الأغظف تأكيده خروج ولد العزيز من المستشفى وتحسن صحته وعزمه العودة قريبا إلى البلاد، دون أن يكشف عن مكان وجود الرئيس.
تحضيرات
وعمت حالة من المصداقية الأيام التي سبقت عيد الأضحى بقرب عودة الرئيس وخصوصا بعد إعلان الحزب الحاكم (الاتحاد من أجل الجمهورية) تشكيل لجان تضم وزراء ومسؤولين كبارا للتحضير لاستقبال الرئيس، كما علقت الصور المكبرة والشعارات المهنئة بسلامة وتعافي الرئيس، وتردد على نطاق واسع أن الرئيس عائد لإلقاء خطاب وحضور صلاة العيد، على أن يعود لاحقا لاستكمال فترة نقاهته بباريس.
ولكن وسائل الإعلام العمومية بثت خطابا مكتوبا دون صوت أو صورة قرأه أحد الإعلاميين باسم الرئيس شكر فيه المواطنين على تعاطفهم معه، وأكد أن الأمور "على ما يرام".
كما أن صلاة العيد أقيمت لأول مرة دون مشاركة الرئيس، فيما تولى الوزير الأول تصدر الوفد الرسمي المشارك بالصلاة التي تقام عادة بحضور رسمي دبلوماسي وشعبي كبير بأقدم مساجد العاصمة نواكشوط.
وقال بعض قادة المعارضة في تصريحات صحفية إن ذلك الخطاب المنسوب للرئيس زاد من الغموض بشن صحته، وأظهر كما لو أنه بات عاجزا عن مجرد إلقاء خطاب متلفز.
فراغ سياسيوتقول منسقية المعارضة إن البلد يعيش حاليا فراغا سياسيا قد يتحول لفراغ دستوري، ولكن الأغلبية الحاكمة ترى أنه ليس هناك فراغ وأن الرئيس يواصل تسيير مهامه المعتادة عبر وسائل الاتصال الحديثة.
ومنذ مغادرة الرئيس إلى فرنسا لم يجتمع مجلس الوزراء ولم يُعلن عن قرارات حكومية ذات بال أو تعيينات بمناصب هامة أو عقد اتفاقيات دولية وسط انشغال الجميع بوضع الرئيس.
وتزداد الحيرة والقلق في الشارع وتسيطر أخبار الرئيس والبحث عن جديد صحته وعودته، على مجالس الناس، في حالة لم تعرف لها البلاد سابقة، وأدى ذلك لتنامي الشائعات والروايات إن بشأن صحة الرئيس أو أسباب إطلاق النار عليه بشكل غير محدد.
وكان ولد عبد العزيز قد تعرض لإطلاق نار يوم 13 أكتوبر/تشرين الأول الحالي. وتضاربت الأنباء، وقالت الحكومة إن إصابة الرئيس جاءت نتيجة لخطأ من طرف أحد الضباط بعد الاشتباه بسيارته التي كانت تمر قرب ثكنة عسكرية شمال العاصمة.