كان الموريتانيون قديما يصنعون الحديد من نوع من الحجارة يعرفونه، حيث يقومون بتجميع تلك الحجارة في أفران صغيرة مصنوعة من الطين الممزوج بقليل من العيدان الرقيقة تساعده في تحمل الحرارة، ثم تذاب تلك الحجارة بواسطة الفحم المشتعل، ويتم إدخال الريح لتلك الأفران لتساعد في زيادة اللهب، بواسطة أنابيب مصنوعة من الطين أحيانا، وتنتهي العملية بعد خروج اللهب الأصفر من أفواه الأفران، وقد يقيت هذه الصناعة موجودة إلى ما بعد دخول الاحتلال.
أما الأسلحة النارية فكانت تصنع محليا، فكانوا بعد صناعة المدفع يأخذون الأرض الدسمة التي توجد على حواشي الكهوف حيث تبول عليها هوام الكدى فيجعلونها في قدر ويصبون عليها كمية من الماء، ثم توضع على النار مدة يوم واحد ثم يأخذون ذلك الماء فإذا بات في مكان بارد أصبح مادة صلبة في هيئة الملح.
بعد ذلك يتم خلطها بمقادير معروفة عندهم من مواد محلية تساعد على سرعة الاشتعال وأكثرها من الفحم الذي يتم اختياره من أنواع من الشجر سريع الاشتعال، وتتفاوت في جودتها بقدر شدة امتزاجها بتلك المواد، فمن هذه المواد تكون القوة التفجيرية للبارود.
أما الرصاص فيأخذونه من أي شيء، ثم يأخذون أنواعا من الزناد التقليدي، ويتم إدخال كل ذلك إلى أنبوبة المدفع من الجهة التي يخرج منها الرصاص، ثم يتم تثبيتها في مؤخرة الأنبوبة بواسطة مدق من الحديد، ثم يغلق عليها بأوراث الخيل والحمير، وبذلك يصنعون الشرارة النارية التي تشتعل بسببها القوة التفجيرية فتدفع بالرصاص إلى الأمام.
ويقول بعض المؤرخين إنه من شبه المؤكد أن السلاح الناري لم تعرفه المنطقة قبل منتصف القرن الحادي عشر الهجري، حيث إن حرب شرببه لم بستعمل فيها من السلاح إلا مدفعان أحدهما عند المغافرة، والآخر عند الزوايا.
ومعروف أن هذه الصناعات ظلت تتطور وتتحسن بمرور الوقت إلى غاية دخول الاحتلال الفرنسي الذي قام بالتضييق عليها، حيث سجن أحد الصناع التقليديين بعد أن صنع بجهده الذاتي سلاحا مماثلا للرشاشات الفرنسية الموجودة آنذاك.
نقلا عن المؤرخ: الصحه ولد المعزوز
http://www.guerou.info/?p=11077