في وسط الأسبوع الماضي وصل الدكتور الفاك ولد أحمد باب ،قادما من الديار المقدسة ؛ حيث كان يؤدي فريضة الحج. وصل إلى مدينة كيفه ؛مديرا لمركز الإستطباب الموجود بها. هذه المؤسسة الصحية المريضة... الفاسدة ... المؤلمة ... المدانة لعمالها برواتبهم وعلاواتهم منذ قرابة سنة. مدانة لجميع التجار و مؤسسات الاتصالات (ماتال – شنقيتل – موريتل ).
مدانة لصندوق الضمان الصحي ،مدانة لمحطات البنزين ومحال بيع قطاع غيار السيارات ،مدانة لجميع المؤسسات التي تبيع مستلزمات الاستطباب.
وكانت هذه المؤسسة قبيل وصول هذا المدير الجديد بأيام قلائل خاوية على عروشها ، وخالية من كافة مستلزمات العلاج والدواء حتى أسلاك خياطة الجراح وغاز التخدير الجزئي ... وكانت جميع أقسامها ومصالحها لا تدر عليها بأي عائدات مالية مهما كانت!؟ مع أنها تعمل بكافة طاقاتها !!؟ تعود من فيها ومن يزورها أن لا ناهي فيها ولا آمر... تكونت بهذه المؤسسة قوى عظمى من الفيروسات والطفيليات تنهش وتنهب وتمتص كل مواردها المالية ومن أخطر هذه القوى ؟ سماسرة البعثة الصحية الصينية الذين أصبحوا يعملون كقوة مضادة موازية لهذا المستشفى. لها أعرشة ودكاكاين وصيدليات تحتجز فيها ما تصطاده من مرضى جهلة ضعاف لتمتص ما لديهم من نقود قبل أن يصلوا إلى المستشفى.
ينصبون شبكات صيدهم في كل صباح أمام المستشفى ويتلقفون بها القادم من بادية وريف المدينة والغرباء. ويتعاملون في علاجهم مع بعض الممرضين والأطباء والبعثة الصينية ولهم نقطة ساخنة وسوق سوداء.
إن إصلاح المستشفى بدون محاربة هؤلاء من المستحيلات ومحاربة هؤلاء أصعب من محاربة تنظيم القاعدة في ببلاد المغرب الإسلامي . فهؤلاء أصبحوا قوة متنفذة بهذه المدينة وأصبحوا من أثريائها وسيقفون ضد من يحاول عرقلة ممارستهم تلك ، ويحابونه دون هوادة بكافة الوسائل ؛التي من أضعفها الدعاية الكاذبة ضده في كافة وسائل الاعلام. إن هذه المؤسسة إذا ما سيرت تسييرا محكما وعولجت وحررت من هذه الفيروسات الطفيلية والعناكب السامة التي تمنعها من القيام بواجبها ودورها المنوط بها . ستقوم بدورها كما قامت به في بداية إدارة الدكتور محمد ببها لها .
أملنا الوحيد في ذلك أن هذا المدير الجديد كان مديرا قديما متمرسا في العمل الإداري الصحي وتحمل المسؤوليات وكان مديرا عاما للصحة بهذه الولاية في السنوات الماضية ويعرف من أين تأكل الكتف ويعرف اسباب المرض ومواطنه ويعرف كيف يعالجه ويستأصله.