كأني بمحمد ولد عبد العزيز يقول لنا : انا استقبل... انا أهاتف... أنا موجود! لكن لماذا يكلف الرئيس نفسه عناء مالا يطيق في هذه الاوقات الحرجة؟ لماذا لا ينصرف لعلاجه ويخلد للراحة استجابة لنصيحة الاطباء؟ لماذا ترتب له كل هذه الاستقبالات لهيئات لم يسمع عنها احد؟ لماذا تضخم مهاتفات المواساة ويعاد التذكير بها كل حين؟ الم يكن كافيا ان ينشر ديوان الرئاسة لاحقا تشكرات الرئيس لكل من واسوه واطمأنوا على صحته؟
هل يعتقد "غوبلزات" الطابور الاخر ان ذلك سيملأ الفراغ أو سيمثل إجابات على اسئلة جوهرية تؤرق الرأي العام ظلت معلقة؟ الا يدركون ان إغراق وسائل الاعلام العمومية بسيل من هذا النوع من الانباء الفارغة يضر بالرئيس ولا يخدمه؟ فالناس سيتساءلون ببساطة ولهم الحق في ذلك ماذا ينتظر الرئيس هناك إذا كان أنعم الله عليه بالشفاء؟ ما هو مسار علاجه الطبي؟ وما هو تقييم الاطباء لإصاباته؟ وما هو تقديرهم لفترة نقاهته؟ ومتي يغادر بيرسي ومتي يعود لإجراء فحوص تكميلية؟ ما علاقة كل ذلك وما تأثيره على أهليته البدنية والنفسية لممارسة مهام سامية لا تمارس بالدعاية وحدها؟
هذا جانب من انشغالات الراي العام أمام الجانب الثاني من تلك الانشغالات فيصعب الإلتفاف عليه، فالناس يريدون ببساطة ان يعرفوا من اطلق النار على الرئيس؟ وفي أية ظروف؟ ومن يتحمل المسؤولية؟ هل هو مصدر "الطلقات الصديقة"؟ أم الرئيس الذي عرض نفسه لمصدر النيران في مكان غير مناسب وفي وقت غير مناسب؟ هل هي المنظومة الامنية؟ وإذا كانت هذه الاخيرة عاجزة عن تأمين راسها فما بالكم بأمن المواطن العادي وبأمن البلاد؟
يجب ان يدرك الجميع ان حادثة إطلاق النار على الرئيس التي نسميها تجاوزا حادثة الطويلة لم تصب الرئيس فقط بل أصابت أمن البلاد واستقرارها ومقارباتها الامنية وحكامتها الاخلاقية والسياسية ويستحيل في وضعية كهذه وفي موضوع كهذا ان ينتهي الموضوع دون مساءلة ودون تحديد مسؤوليات ودون اجراءات مؤلمة علاجية ووقائية معلنة.
هذا هو الجوهر اما الاستقبالات والمهاتفات وتقديم رواتب العمال الهزيلة المستحقة اصلا قبل العيد فكلها امور شكلية تدخل في إطار روتين العلاقات العامة ولا تهم احدا ولا تؤمن وطنا!
اتهامي ولد محيمدات/ للراي المستنير