صحة الرئيس: المعركة الصامتة
وكالة كيفة للأنباء

رغم الهدوء الظاهر على الساحة السياسية الوطنية وفورة مرحلة تبادل المجاملات السائدة بين مساندة الرئيس عزيز ومعارضته، فإن معركة صامة تدور "تحت الرماد" بين فريقين يصر أحدهما على أن تظل الأوضاع على ما كانت عليه وأن يستمر الحضور الطاغي لرئيس الجمهورية في المشهد، بينما يكابد الآخر لإعطاء الدليل على أن حادثة إطلاق النار تعتبر إعلانا لنهاية فترة حكم الرئيس.

تدور هذه المعركة بقوة داخل موريتانيا كما تدور بحماس أكبر في العاصمة الفرنسية التي تحولت إلى قبلة لمؤيدي الرجل ولبعض أبرز معارضيه الباحثين عن معلومة تؤكد تقدم صحة الرئيس أو تدهورها. وكما تستخدم فيها قوة الدولة ونفوذها فإنها تدار أيضا بواسطة المال وعبر العلاقات مع الشبكات الاستخباراتية الاقليمية والدولية.

وفي الوقت الي كان الاتجاه العام للمعلومات، هو أن صحة الرئيس في وضع حرج وأنه مقطوع الصلة بالعالم الخارجي، فاجأ فريق الرئيس المراقبين بصورة للرئيس وهو يستقبل وزير الدفاع الفرنسي. وقد مثلت تلك اللقطة –بغض النظر عن نوعية الجهود الذي بذلت من أجل الحصول عليها- حتى الآن منعطفا في مسار المعركة باعتبارها تأكيدا ملموسا على أن الرئيس بخير وأنه استطاع "الوقوف على قدميه".

وربما لم يكن توقيت إظهار تلك اللقطة صدفة بالنظر إلى أنها جاءت استباقا لاجتماع تعتزم منسقية المعارضة عقده اليوم وتشير مصادر متطابقة إلى أن الاتجاه الغالب داخلها هو إثارة شغور منصب الرئيس والمطالبة بتفعيل المواد الدستورية المتعلقة بالموضوع. وهو ما من شأنه أن يدفع بالمعركة نحو آفاق أبعد وأن يجعل أنصار الرئيس في موقف دفاعي وفي وضعية غير مريحة.

تلك اللقطة أيضا مكنت أنصار الرئيس من استعادة المبادرة لدرجة أنهم باتوا في وضع يسمح لهم بترويج شائعات تتعلق بأن الرئيس سيقوم بإجراء تعديل وزاري في حكومته "لطرد المقصرين منها" وأن هذا التعديل قد يعلن عنه في أقرب الأوقات! كما بدأت مصادر هؤلاء تشير إلى أن الرئيس سيلقي خطاب العيد من مكتبه في القصر الرئاسي!

رغم كل ذلك فإن تلك اللقطة لم تمتلك كل مقومات "العصى السحرية" لتكشف عن الوضع الصحي الفعلي للرئيس، ذلك أن عجز فريق الرئيس عن الحصول على ما هو أبعد منها (فيديو مثلا، أو مكالمة هاتفية أو صورة كاملة...)، يعني أن اللقطة تم الحصول عليها بصعوبة وبالتالي أنها لم تقل كل الحقيقة وإن كانت قد نقلت الكرة إلى مرمى الفريق الآخر. وهو ما يعني أن المعركة متواصلة وأنه ما يزال بإمكان أي من الفريقين تحقيق انتصارات خلالها.

أقلام


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2012-10-18 09:47:48
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article1991.html