مهرجان المواشي بكيفه .. حق أريد به باطل !
وكالة كيفة للأنباء

تعتبر التنمية الحيوانية من أهم ركائز ْ التنمية الاقتصادية للبلد، إلا أن القطاع مغيب عن دورة الحياة الاقتصادية؛ بفعل غياب الاستثمارفي القطاع وبدائية ممارسة النشاط وإهمال التنمية المركزة وضعف الموارد المرصودة للنهوض به وغياب الدراسات الحقيقية عن مساهماته في الاقتصاد الوطني بفعل تعتيم المنمين عن تقديم إحصائيات دقيقة عن كميات المواشي التي يمتلكونها والاستغلال المفرط للحوم.

كل هذه العوامل مجتمعة جعلت القطاع يترنح دون أن يحتل مكانة متقدمة في هرم الاقتصاد الوطني رغم حصول البلاد منه على اكتفائها الذاتي في اللحوم إضافة إلى مستخرجاته من الألبان والدهون والجلود وما يدربه من سيولة نقدية في السوق المحلية والإقليمية المجاورة وما يوفر من فرص العمل لآلاف الأشخاص تبدأ بالرعي والسقي ولا تنتهي إلا في سوق المواشي. الكل منهمك هذا الراعي ،والمسوق ،والبائع ،والسائق ،ومؤشر للملكية(العلامة)وراع لها في الضيعات إلى حين البيع ومروض لها عند الولادة وساع ينشد ضالتها في كل حدب وصوب وذاك بائع جلد وعلف ولحم ولبن .

تتعدد الحرف والمهام في القطاع وتختلف باختلاف الزمان والمكان إلا أنه لايخفى على القاصي والداني أن قطاع التنمية الحيوانية هو شريان الحياة لسكان تسع ولايات من ولايات الوطن، هذا يعني أن أزيد من نصف سكان البلد يقاس فيهم مستوى دخل الفرد بحسب ما يمتلك من رؤوس الماشية .

وفى الآونة الأخيرة شهد قطاع الثروة الحيوانية هزات عنيفة بفعل التغيرات المناخية وما نتج عنها من ضعف التساقطات المطرية لسنة 2011 مما تسبب في جفاف حاد تضررت منه الثروة الحيوانية فنفق منها الكثير بسبب الجوع والمرض مما أدى إلى تضرر الآلاف ولولا الأمل الذي هو حق الإنسان في أمته ووطنه لفقد المنمي الأمل بفعل الشهور العجاف لكن الله من عليهم بعام مبارك نزل فيه الغيث وارتوت الأرض وسالت الأودية ونبت الكلأ وارتفعت أسعار مواشيهم مسجلة أعلى معدل لها رحمة ممن له ملك السماوات والأرض إنه على كل شيء قدير.

واليوم ونحن نقيم مهرجان التنمية الحيوانية محليا فحري بنا كنخبة أن نعطي للبهائم حقها فهي مخلوقات مسكينة تشكو فلا تبين. ألسنتها مقطوعة ومالها دموع تستحق منا الحماية والتقدير لدورها الرائد وإسهاماتها المتميزة قديما وحديثا في تنشئة البلد الاقتصادية والاجتماعية وأن ندعو للتظاهرات تكريما وتعريفا بدورها وأن نجمع لها التبرعات في العسر واليسروأن نقيم لها تخليدا يقطع لسان السائل.

أين كنا عندما كانت تموت المواشي ويباع العلف في السوق؟ أين كنا عندما كان المنمون يبيتون في العراء طلبا للعلف يعطونهم النزر اليسير ويلتفون على القسط الكبير ؟وماهي المبالغ التي جمعت باسمنا وفي أي حساب ومصرف دخلت؟ وما أسماء المتبرعين والمساهمين من المشاريع والمنظمات والمؤسسات والشخصيات الاعتبارية وأين كشوف الدفع والصرف وكيف تردون الشبهة عن الهدف الذي أردتم تحقيقه في الوقت بدل الضائع ؟


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2012-10-18 00:25:00
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article1986.html