تعرض الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز لمحاولة اغتيال مساء أمس وهو ما يشكل سابقة في التاريخ السياسي الموريتاني , إن هذا التطور في التعبير السياسي يثير الكثير من التساؤلات حول مآلات هذه العملية وتأثيرها
على العملية السياسية على الأرض فالمنحى العنيف الذي سلكته العملية يشي بحالة اختناق تصل حد الانفجار وصلته الأمور في موريتانيا , لكن ذلك لا يبرر بالنسبة لي كناشط يساري يحترم حق الحياة ويعتبره حقا مقدسا ما حذث مع الرئيس وهو ما يشجعني على إبداء الملاحظات التالية :
أنا معارض ولكن
لا تراجع بالنسبة لي عن النهج الثوري والوقوف في وجه سياسات ولد عبد العزيز المناهضة للمصالح التاريخية لغالبية الشعب المسحوق من عمال وفلاحين وصغار موظفين فكل هؤلاء ضحايا سياسة ولد عبد العزيز الموغلة في اليمينية متماهية بذلك مع حلفائها في الغرب .
لا تصفية جسدية
إن موقفي كيساري ملتزم بخط النضال السلمي يحتم علي التنديد وبشكل قوي بكل تغيير لا يمر عبر الفعل الجماهيري لأن ذلك يفتح الباب أمام موجة من الاغتيالات والاغتيالات المضادة وهو ما يهدد تطور الديموقراطية وانتشار المد الثوري الذي نسعى إليه كثوريين في موريتانيا .
يجب فهم الدرس جيدا
يجب على نخبتنا الحاكمة فهم الرسائل التي خلفتها محاولة الاغتيال بشكل صارخ فالأسعار في ارتفاع مضطرد والحالة السياسية لا تنذر بانفراج في الأفق وهو ما يجعلنا نتوقع بشكل طبيعي خروج الأمور عن السيطرة في أي وقت وهو ما حدث بالأمس رغم معارضتنا له كمنهج في التعبير عن المعارضة للنظام .
الشفاء لولد عبد العزيز والخلاص لموريتانيا
نتمنى من كل قلوبنا أن يتماثل الرئيس للشفاء وأن ينعم بالصحة ويرجع إلى حضن عائلته الضيقة حتى يعلم أن ما بيننا وبينه مرتبط بوجهات نظر حول تسيير البلاد ولا يمكن أن تصل بأي حال من الأحوال لتمني التصفية الجسدية لأن ذلك ضد توجهات المبدأ الذي ندافع عنه , لكن بالمقابل نتمنى عليه أن يفهم أن موريتانيا يجب أن تكون لجميع أبنائها وأن أي حل لا يمر عبر الديموقراطية كمنهج لمشاركة الناس في تسيير شؤونهم سيكون وبالا على سلم موريتانيا وأمنها .
لا حرب بالوكالة
يذهب الكثيرون إلى دور للقاعدة في محاولة الاغتيال بخلاف الرواية الرسمية التي تذهب لنظرية الخطأ وهو ما يؤكد سهولة اختراق منظومتنا الأمنية والوصول الى أكثر الأهداف صعوبة وهو ما يجعلنا غير قادرين على دخول حرب في شمال مالي لا ناقة لنا فيها ولا جمل فهل يفهم الرئيس الدرس ويكف عن مغازلة قوى الاستعمار الجديد المهووسة بالسيطرة على المنطقة لتأمين حاجياتها من المواد الأولية وتأمين سوق كذلك لنفاياتها مقابل رشاوى لا تسمن ولا تغني من جوع ؟؟