بسم الله الرحمن الرحيم
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الموضوع: تأبين للشيخ المغفور له الفقيه الورع السخي محمد لمات ولد إياهي
لقد إنتهى بإذن الله اليوم السبت 11 ذي الحجة 1438 ه الموافق 02/09/2017 م تعزية فقيد الأمة الفقيه العابد الزاهد الورع : محمد لمات ولد سيد احمد ولد إياهي الذي إنتقل إلى جوار ربه ليلة عرفة التي من المعروف أنها من الليالي العشر التي أقسم الله بها حيث
قال جل من قائل والفجر وليال عشر سورة الفجر الآية 2 .
هذا وقد عاش الفقيد حوالي 90 سنة لله الحمد كلها دراسة وعبادة وخدمة للمسلمين فقد طبق المقولة المأثورة التعلم من المهد إلى اللحد
فقد حفظ القرآن رحمه الله وعمره 10 سنين على الفقيه الفاضل سيد محمد ولد أمده ,مسومه أهل أكي وقرأ الفقه على العلامة شيخ القرآن في زمانه سيد المختار بن محمد مسومه أهل عيسى بوبه كما درس النحو على الشيخ الفاضل سيد عالي ولد الطالب احمد ولد أطوير الجنه أهل سيد محمود
هذا وبعد نهايته من القرآن وعلومه ركز على الشيخ خليل والعاصميه وكان الفقيد رحمه الله قد إستقر في الحضر مدينة كيفة حي القديمه
2
وذالك حوالي1968 م بداية التقري الجماعي في المدن ونظرا إلى الموقع الإجتماعي للمغفور له أصبح منزله محط رحال كل من جاء إلى المدينة من الأهل والإخوان للعلاج أو لبعض تسوية المشاكل العالقة المتعلقة بالحكام أو الولاة أو القضاة أو الدرك أو أهل حماية الطبيعة فأدى به ذالك رغم زهده في الدنيا إلى ربط العلاقات بالقائمين على الشؤون العامة وخاصة القضاة نظرا لثقافته الشرعية .
هذا وقد أم المصلين بصفته إماما في مسجد الهدى بالقديمة 30سنة إلا شهرين وكان من بين المأتمين 16 عالما خلال هذه الفترة من بينهم محمد عبد الله ولد الصديق محمد شيخنا ولد أباه ولد محمد الامين وعبد الدايم ولد الشيخ أحمد أبا لمعالي وسيد ابراهيم ولد أبه وأحد أبناء ميابه ولاراباس ولد محمد ولد الخليل كانت حياة المرحوم في الريف والحضر كلها فترة عطاء وتضحية ونصح للمسلمين والإخوة ودعوة إلى الله وتعليم القرآن للمبتدئين والفقه للمتفقهين وطلاب العلم وكان يأتي إليه أهل الإستشكالات بشتى أصنافهم فالمسجد مفتوح والبيت مفتوح لمن له حاجة دنوية أو أخروية إلا أنه له إهتمام خاص بالضعفاء جميعا وذوي القربى والغرباء والجيران إنه يحب أهل العلم وأهل الفضل حبا خاصا كان رحمه الله متواضعا وقورا سخيا محترما بارا لوالدته.
حياته كلها جد وإذا قرأ القرآن قرأه بجد مجودا له مراعيا في ذالك مخارج الحروف مراعيا في ذالك أحكام التجويد من إستعلاء وغنة وشدة وترقيق وتفخيم وإدغام ووقف إلى آخر مايتطلبه التجويد ...
3
كان رحمه الله كذالك مجدا إذا أراد أن يصلي يتجه بجميع حواسه وبدنه إلى تلك الصلاة سواء كانت فرضا أو نفلا,كان إذا ذكر الله بجوارك أو قريبا منك جذبك إلى الإستماع إليه وتذكرت الموت والآخرة والمصير والجنة والنار والصراط والحساب والعقاب.
كان دائما يكرر أبياتا في الموعظة من بينها البيت التالي :
القبر ضيق عليك والكفن
لاسيما إذا جاء فوقك الدفن
إنه داعية تستجيب له الناس بما ينصحها به وذالك لصدقه في القول فتصدق عليه القولة القائلة : إذا خرج الكلام من القلب وصل إلى القلب وإذا خرج من الفم وصل إلى الأذن فقط .
أجل إن دعوته إلى الله دعوة حق وصدق كان محمد لمات رحمه الله طيلة حياته منشغلا بالعبادة وخدمة المسلمين إلا أنه منذ حوالي عقدين تفرغ تفرغا كاملا للعبادة وقراءة الكتب منشغلا في ذالك طيلة الوقت فمن آخر الليل إلى الضحى ومن الضحى إلى الزوال ومن الظهر إلى العصر ومن العصر إلى العشاء مرورا بالمغرب لايشغله عن ذالك إلا إذا جاء زائر أوجاء ضيف يقول العلامة إبن العلامة لاراباس بن محمد بن الخليل في حديثه خلال تعزيته لذوي الفقيد : كنت مطمئنا على كيفة لأن بها محمد لمات فهومن آخر العباد والصالحين.
إن المغفور له منذ حط الرحل في مدينة كيفة إحتك بقادة الرأي في المدينة إداريين وقضاة وفقهاء وسياسيين ومثقفين فقد طلب منه أحد القضاة العلماء أن يكون قاضيا بالمهنة فأستهجن طلبه قائلا له أن أي خدمة تشغله عن والدته لن يتحمل بها معتبرا أن الموظف لا يتحكم في نفسه إلا أنه رغم ذالك
4
بقي يساعد أصدقاءه وإخوته من القضاة مستأنسين أو قاطعين برأيه في القضايا الشرعية الشائكة والعادية,إن جل القضاة الذين أتو هنا في فترته كانوا يصحبونه ويستمعون لرأيه مستفيدين من تجربته وعلمه. وعدد هاؤلاء كثير من بينهم قضاة مشهورون معروفون بسمعتهم الجيدة في القضاء كأحمد ولد حكي وصدفي ولد الشيخ أحمد وعبد الدئم ولد الشيخ أبالمعالي ومحمد لفاده ولد زيدان وغيرهم كثير....
كان الفقيد وكما قلنا يحب العلماء وأهل الفضل سواء كانوا شيوخا أو شبابا لقد جالس الشيخ المصطف ولد أعل سالم والطالب محمود ولد الشيخ أحمد ومحمد عبد الله ولد أبه وأبات ولد الشيخ أحمد ومحمد ولد محد الخليل والحاج ولد فحفو الذي قدم عليه في كرو أيام إقامته فيه أماسيد المختار بن محمد فشيخه وأستاذه .
هذا وبهذه المناسبة لن أنهي هذه العجالة المقتضبة من حياة الفقيد محمد لمات ولد إياهي إلا بعد أن أعزي نفسي أولا وأعزي أسرة الفقيد
جميعا كبارا وصغارا نساء ورجالا داخل مدينة كيفة وخارجها وأعزي خاصة أولئك المرضى الذين يأتون إلى المدينة قادمين من الريف,وتعزية خاصة كذالك لشقيقي الفقيد الأستاذ المستشار المصطفى السالك ولد إياهي والدكتور الوزير والسفير إسماعيل ولد إياهي ونجليه الإستاذ/ألب ولد إياهي والأستاذ المحامي/المصطفى السالك ولد إياهي الذين يحسدون على برورهم له ومرافقتهم له ومساعدتهم له على القيام بتحقيق أهدافه المتمثلة في خدمة الأهل والضعفاء والمحتاجين وذوي الحاجات كما يحسدون على هبتهم لعلاجه وتخليهم عن جميع الإنشغالات الدنيوية والتفرغ لخدمته وعلاجه في
5
المستشفى في أنواكشوط وفي المنزل والله أسأل أن يضاعف لهم أجر ذالك في الدنيا والآخرة يرحم الله السلف ويبارك في الخلف آمين آمين.
هذا والكل يعلم أنه قد قيل لايوجد عظيم في التاريخ إلا ووراءه إمرأة فمحمد لمات تربى في حضن والدين عظيمين إلا أن فترة حياته كانت أطول مع والدته تلك المرأة العظيمة خدجة بنت محمد احمد ولد المصطف ولد حمادي المرأة التي عرفت بالفضل والكرم والشجاعة قد خصها الله والفقيد عضدها في ذالك بعد وفاة والده سيد احمد ولد إياهي حيث المغفور لها كانت مأوى للضعفاء ومربية لليتامى من ذوي القربى أما المرأة الأخرى التي كانت سندا للفقيد هي زوجته زينب بنت الدده ولد السيد بن حمادي تلك المغفور لها التي كانت خلف المرحوم محمد لمات ولد إياهي فكانت لها أيادي بيضاء في خدمة الأسرة ومساعدة الفقيد على تحقيق أهدافه النبيلة حيث كانت المغفور لها زينب تتقبل كل ما يأوي إليها من الضعفاء والضيوف وذوي الحاجات فتصبح له أما وأبا وطبيبا وخادما حتى يشفى أو يموت أو تقضى حاجته إن كان من ذوي الحاجات إنها المعين الذي لا ينضب من الكرم والرحمة والجود والإيثار والصبر فسبحان الله إنها أسرة كريمة منسجمة أهدافها واحدة وطبعها واحد وكرمها مشترك ومن الغريب أن زينب بنت السيد إنتقلت إلى جوار ربها مساء الخميس 20/07/2017 ومحمد
لمات إنتقل إلى جوار ربه ليلة الخميسليلة عرفة 02/09/2017 فقد سبقته 40ليلة فقط رحم الله الجميع وأسكنه فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم
الإمضاء:
محمد ينجه ولد محمد محمود ولد الشيخ أحمد
يوم 02/09/2017