نحن اليوم في زمن ضعفت فيه العقيدة ، و تدنت فيه الأخلاق ، و اختلط فيه الحابل بالنابل ، و انقلبت فيه موازين الأمور راسا على عقب : أصبح اللص بطلا و أصبح الخائن رمزا و قدوة و تعلم لغير الدين و تقرب لغير الله و بيع الدين بالدنيا و عاد الكذب و النفاق أغلى سلعة تباع و تشترى ... فكان ما هو كائن من سوء في الأخلاق و خيانة للأمانة و ضعف في الوازع الديني...
إن علينا و الحالة هذه أن نراجع أنفسنا و تصوح ضمائرنا فنحاسب الأنفس قبل أن تحاسب و نزن الأعمال قبل أن توزن فلا رئيس و لا مرؤوس ينفعنا يوم تلظى و ترمي النار بالشرر.
كيف يعمد أحدنا إلى مخالفة أ وامر الله ثم يبقى بعد ذلك مطمئن البال و الموت أقرب إليه من حبل الوريد و الساعة أدهى و أمر؟
كيف يتبجح أحدنا و يفتخر أمام الناس بأنه خان الأمانة و يأمن مكر الله الذي لا يأمن مكره إلا القوم الخاسرون؟
أين هذا الشخص من قول النبي صلى الله عليه و سلم : كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته؟
أم أن هذا الشخص أحب أن ينطبق عليه قوله صلى الله عليه و سلم : إذا لم تستح فاصنع ما شئت !