يخرج علينا بين الفينة والأخرى البعض من المطبلين و المحابين من أبناء وطننا الغالي رامين بعرض الحائط كل قيم المواطنة و الانتماء سبيلا لاسترضاء قطر و شعب قطر الشقيق، يجب أن يعلم هؤلاء أن اعتذاراتهم و كتاباتهم الخارجة عن السياق و الغريبة لا تمثل شيئا و لن يستقبلها الموجهة إليهم إلا باستصغار مصدريها من المناوئين لأوطانهم و العابثين بسيادة بلدهم سبيلا لتحقيق مآرب شخصية واقفين في وجه قرارات حكومتهم التي بنتها على معطيات يجهلونها و معلومات تفوق أفقهم الضيق و فكرهم المختل.
إن من يكتب اليوم سطرا واحدا، استرضاء للشعب القطري الشقيق أو لحكامه الغاشمين الظالمين لأنفسهم بدعمهم لتيارات تخريبية و إرهابية تريد أن تدمر الدول و تزيل الكيانات و تحطم الشعوب و تبيعهم للأعداء و تزرع بينهم الضغينة و البغضاء، إنما يفعلون ذلك محاباتا و نفاقا و زرعا للشقاق و يشاركون بفعلهم ذلك في جريمة حكومة قطر ضد الشعوب العربية و خاصة الشعب الفلسطيني الذي لا نرضى له قيادة و لا قوة عسكرية سوى حركة فتح و أي حركة أخرى يجب أن تكون خاضعة لسلطة فتح و لسلطة القيادة الفلسطينية بقيادة الأخ محمود عباس.
إن الحركة الإسلامية صانعة الإسلام السياسي الفاشل حركة الاخوان المسلمين عبثت بمستقبل مصر و تلاعبت به و كادت أن تتلاعب بمستقبل كل الشعوب التي حدثت فيها ثورات او كادت تحدث فيها، و موريتانيا لم تكن بعيدة من ذلك، و لا ينبؤكم مثل خبير، فقطر حاولت من خلال جناح الاخوان المسلمين "تواصل" أن تركب موج الربيع العربي من خلال حركة "25 فبراير" و ظهرت بمظهر العدائي و الموجه للحراك بدعم و تشجيع من بعض أحزاب المعارضة فأضافت شعارات سياسية لم تكن في قاموس المتظاهرين من قبيل "اسقاط النظام" "اصلاح النظام" "حكومة وحدة وطنية" و الأدلة لا تزال موثقة و مرصودة بأمان.
إن ذلك التحرك فُهِمَ بسرعة البرق من الشباب الموريتاني فنأى بنفسه عن تلك الشعارات و تراجع عن الحراك بعدما أن حقق الهدف الأساسي من منه، الذي لم يعدوا سوى كسر حاجز الصمت، و ضمان ولوج الشعب إلى حرية التعبير، و كان تجاوب نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز معززا و مكملا لذلك الدور، حين فتح الفضاء السمعي و البصري، و شجع الشباب على المشاركة في السياسة، و رفع شعار تجديد الطبقة السياسية، و سمح للناس بالتظاهر للتعبير عن مشاكلهم، حتى أنه ذهب لأبعد من ذلك، حين خاطب وزراءه قائلا، من لا يستطيع أن يتحمل صراخ المظلومين لا يستحق أن يكون وزيرا في حكومتي.
إن المتمالئين مع الأنظمة "الحشرية" التي تتدخل في شؤون الدول و تدعم الحركات الظلامية و تدعوا للفوضى و الانهيار في كل من ليبيا و سوريا و العراق، و اليمن، ليس لأي كان، خاصة إذا كان موريتانيا صرفا لا تشوبه شائبة النفاق و الطمع في أموال الخليج، أن يدعمها أو يسير في طريقها أو حتى يتعاطف معها، أحرى أن يرسل الاعتذار لها، فذلك الاعتذار الذي اطلقه البعض، مسحوب و مستبدل بعبارة واضحة و صريحة (هذبوا حكامكم، و عندئذ نحن بدورنا سنفرض على حكامنا أن يحترموكم، أما قبل ذلك فليس لكم منا سوى القطيعة و المقاطعة).