أي لعنة تلك التي أصابت سكان لعصابه من وراء هذا الكم من فضلات "السماسرة" الذين يبيعون أصواتها، و يقبضون الثمن بالنيابة عنها قبل البيع، و خلاله، و بعده، مثقفون و أطرا ورجال أعمال!
آخر صفقة ذل و إهانة من هذه " المقايضة" التي يدفع أهالي لعصابه ثمنها عطشا و جوعا، و مزيدا من الغبن و التهميش هي مهرجان " بشائرلعصابه" المنعقد قول أيام بقصر المؤتمرات الدولي في انواكشوط، ولكن بم تبشرون يا أطر لعصابه؟
بوصول شبكة مياه آفطوط الشرقي إلى مشارف عاصمة لعصابه؟
بتزويد المدينة ب بصهريج واحد فقط لسقاية العطشى في إنحاء هذه العاصمة؟
باكتمال الملعب الرياضي في كيفه، أم بدعم مالي سخي جمعتموه لفريق كرة القدم المحتضر فيها؟
بمهرجان ثقافي ينفض الغبار عن تراثها، و يبعث الأمل في نفوس شبابها الهائم بسبب تعاطي المخدرات، و شرب المسكرات؟
ألم تملوا من بيع فقرنا؟ ألم ترتوي عروقكم من امتصاص دمائنا؟ ألم نربكم فينا و نعلمكم في مدارسنا بأن هذه أرضكم،و هؤلاء أمهاتكم اللاتي أرضعنكم وقد مسهم الكبر، يكابدن شغف العيش الحلال، وقحط الأرض، على قارعة الطريق،و تحت لهيب الشمس يبعن " بنيه و العلك و تجمخت والخضروات" في هذا الصيف الحار، يجلبن براميل الماء بشق الأنفس من أطراف المدينة، أو يتسولنها عند الجيران.
أما آن أن تكفوا عن استغلالهم؟ و قد حملنكم على أكتافهن حتى احدودبت ظهورهن؟
ماذا جنين غير الذل و العار، يساقون كالقطعان نحو المذبح، لتسيل دماؤهم الطاهرة تزلفا ونفاقا دون إذنهم، و من هم المجرمون ؟
هم دون شك "المثقفون المزيفون" من أطر لعصابه، و المنتخبون عنها، و رجال الأعمال المحسوبين عليها.
أرحموا عطشى لعصابه، و كفروا عن ذنوبكم بسقايتهم ولو بجلب الماء من النهر، علكم تدخلون الجنة بذلك، و لا تحبسوا عنهم الشراب بأطماعكم في الوصول إلى مناصب القيادة، و تكديس الأموال، فقد تدخلون النار بسبب ذلك ، ففي الحديث الشريف " دخلت امرأة النار في هرة حبستها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض"
عبد الله سيد احمد