كشف حديث سفير فرنسا في دكار ليومية Le Soleil السنغالية، عن حرص بلاده على إشراك عملاقها النفطي (شركة توتال) في عمليات استغلال مخزون النفط والغاز في المنطقة البحرية المشتركة بين موريتانيا والسنغال.
السفير اعتبر أن الأمريكيين والبريطانيين استحوذوا على عقود الاستكشاف والاستخراج والاستغلال، رغم أن شركة «توتال» الفرنسية أبدت اهتماما بالموضوع منذ الوهلة الأولى؛ مشددا على متانة علاقات الصداقة وعمق الشراكة بين بلاده والسنغال؛ ما يجعل غياب عملاق الصناعات البترولية والغازية الفرنسي عن صفقات استغلال الحقول المكتشفة في شمال السنغال، نوعا من الخلل الذي يتعين تصحيحه؛ على حد تعبيره.
وأكد الدبلوماسي الفرنسي أن زيارة الرئيس ماكي صال لباريس مكنت من توقيع عدة اتفاقيات تعاون ثنائية في مجال الطاقة.
وتزامنا مع تصريحات السفير الفرنسي لدى السنغال، يتأهب الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز للتوجه - بدوره - إلى باريس تلبية لدعوة رسمية وعلنية من الرئيس الفرنسي (على مشارف انقضاء عهدته الرئاسية)؛ لا شك أن الهدف الأساسي منها يصب في اتجاه إكمال ما بدأه نظيره (شريكه) السنغالي.
من الواضح أن محادثات ولد عبد العزيز وهولاند، عصرالأربعاء القادم في قصر الإيليزيه، ستتركز حول التعاون والشراكة الأمنيين في منطقة الساحل الإفريقي؛ لكن الأكيد أن جوهرها لن يخلو من موضوع الشراكة الاقتصادية عموما،
وتأمين عقد للاستخراج والاستغلال، وربما تقاسم الإنتاج، لصالح شركة توتال على مستوى الحقول النفطية والغازية المشتركة بين موريتانيا والسنغال؛ ليبقى التساؤل الأكثر إلحاحا في هذا السياق: ما المقابل الذي يمكن أن تجنيه موريتانيا من صفقة كهذه؟ وبشكل أكثر دقة: ما الذي قد تعرضه باريس على الرئيس ولد عبد العزيز كي بنحو نحو نظيره السنغالي، ماكي صال؟ علما بأن فرنسا تتقن فن استدراج الأنظمة الإفريقية، واختيار توقيت وظروف التفاوض معها، بأسلوب ظاهره «الشراكة المتميزة» وباطنه الابتزاز السياسي المُحكم.......!
من صفحة الكاتب والصحفي: السالك ولد عبد الله