بيرام: يتحدث عن الدستور وعن مسعود وبيجل (مقابلة)
وكالة كيفة للأنباء

سؤال : كيف تنظرون إلى الساحة السياسية في موريتانيا و وضعية نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز في الوقت الراهن خاصة بعد رفض مشروعه الدستوري من طرف مجلس الشيوخ؟

بيرام الداه اعبيد: الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله الوضعية الراهنة التي تعيشها الساحة السياسية الموريتانية تتسم بتحولات جذرية في الولاء و في الاصطفافات لم تنكشف بعد كليا خيوطها رغم إشاراتها القوية و الأكيدة فالمجموعات المستفيدة من حكم ولد عبد العزيز و الداعمة له منذ البداية بدأت تعيد حساباتها و تهيئ لمرحلة ما بعد محمد ولد عبد العزيز و وضعية الاضمحلال هذه و انعدام الثقة في النظام العسكري العضوض تجد جذورها في منهجية الرجل و أسلوبه في الحكم و فرض الولاء بالترغيب الأجوف و وسائل الترهيب التي تضعف من هيبة الدولة و مكانتها فالكل يعلم أن استعمال عنف الدولة ضد الخصوم السياسيين و المناوئين الحقوقيين و الجماهير المستضعفة بلغ أوجه تحت ظل هذا النظام و هو ما ترجم بسجون مفتوحة و تنكيل واسع في الشوارع و استخدام مفرط للعنف مع تسخير هيئات القضاء و الأمن و وسائل الإعلام

إذن فكل هذه الهيئات و السلط سخرت للاستثمار في إذلال الناس و استثارة يأسهم و سخطهم

و من ناحية أخرى استخدمت الإدارة الموريتانية عن طريق وزارة الداخلية بمنع الحريات و الحقوق الدستورية و حظر الأحزاب و المنظمات و التجمعات كما تمت ملاحقة حرية التعبير ولو من داخل صالات الفنادق استديوهات الإذاعات و التلفزيونات.

وكانت مصالح الضرائب و الجمارك مسلطة كأداة قهر و تجويع و تفقير على كل ذي سعة أملى عليه ضميره أن يبوح ببنت شفة يشتم منها رأس النظام عدم الرضا عن السياسة المتبعة كما تمت خندقة أوجه المؤسسة الدينية في التطبيل للنظام و سخرت رموزها و كذا المقدسات الدينية للدعاية لحكم الفرد و للتعريض و التحريض و التكفير ضد أبرز مخالفيه و استغلال النصح في صالح الدين و الإساءة ضد الدين لمكاسب دعوية رخيصة مقاسها على حكم الشخص و مصلحة الفرد المستبد

و لا يغيب عن ذهنكم أن هذا النظام منذ انقلاب 3 أغسطس 2008 ولد في مواجهة مع طرفين أساسيين في المشهد السياسي و الحقوقي الموريتاني هما كتلة أحزاب المعارضة المناهضة للانقلاب و حكم الجنرال محمد ولد عبد العزيز و هي الكتلة التي تبدلت أسماءها و تشكلتها رغم استمرارها الآن تحت اسم المنتدى الوطني للديمقراطية و الوحدة و التيار الاجتماعي الانعتاقي الحقوقي المنضوي في مبادرة انبعاث الحركة الانعتاقية ايرا والذي كسب ضد نظام محمد ولد عبد العزيز معركة كسب ود الجماهير العريضة من المستضعفين الموريتانيين و كسب المعركة الدبلوماسية بالشرعية في المحافل الدولية

فنظام محمد ولد عبد العزيز في الوقت الراهن يتأثر بصفة قاتلة من خسائره على جبهات ثلاث

: 1- الجبهة الحقوقية حيث رأس الحربة فيها منظمة ايرا التي أنهكته في الخارج و أفقدته كل مصداقية خارج الحدود الموريتانية و عزلته في جميع المحافل الدولية كما أنها في نفس الوقت كسبت عليه رغم أنفه و تنكيله وحظره معركة التعبئة الجماهيرية في الداخل وربط جسور التوحد على النضال السلمي بين الأوساط الاجتماعية و الفئوية و العرقية الموريتانية فحركة الحقوق المدنية الإيراوية الموريتانية خلقت الأحداث و صنعت الرأي الحقوقي و السياسي والديني في موريتانيا منذ إنشائها عشية انقلاب محمد ولد عبد العزيز على السلطة و شدت الأنظار في الداخل والخارج و ألقت بظلالها بقوة الفكر و شجاعة الطرح و كارزمية الخطاب مع نجاحها في تعبئة جماهيرية لم يسبق لها مثيل

. 2 - الجبهة السياسية :إن طول نفس أكثرية القوى النضالية المنضوية في الوقت الراهن تحت يافطة المنتدى الوطني للديمقراطية و الوحدة كان هو الآخر شوكة في حلق نظام الرجل الجاهل و المتجاهل لخصومه منذ نجاحه في تنفيذ عدة انقلابات عسكرية و سياسة و دستورية في موريتانيا

فصمود هذه الكتلة رغم انقساماتها المزمنة و عدم انسجامها و تشرذمها من حين لآخر شكل أحد الأسباب البارزة لانهاك حكم الرجل و اضعافه على مستوى بعض أوساط الولاءات في الداخل

. 3- جبهة تسيير الولاءات السياسية و القبلية و الاجتماعية و الدعائم الدولية التي حظي بها نظام ولد عبد العزيز منذ البداية هذه الجبهة على مر الأعوام القليلة الماضية أعمل فيها ولد عبد العزيز نفسه معول هدم الثقة و الولاء بما أقدم عليه مبكرا من منافسة لأصحاب الثراء في أعمالهم و صفقاتهم و أرباحهم و كانت الصراعات و المواجهات المعلومة من القاصي و الداني بين محمد ولد عبد العزيز و مقربيه من الطامحين إلى الثراء السريع و العاملين وكالة عنه على سرعة ثراءه هو نفسه بواسطة الدولة و نفوذها و كانت من أول نتائج هذا الوضع تصدع الحلف الذي أوصل محمد ولد عبد العزيز إلى السلطة 2008 بمغادرة محمد ولد بعماتو موريتانيا و استمرار المواجهة في عالم الأعمال الموريتاني بين الأثرياء القدماء المنضويين تحت رابطة أرباب العمل الموريتانيين و الأثرياء الجدد تحت رعاية و إشراف محمد ولد عبد العزيز.

و إضافة إلى ذلك فإن الريع الذي تدره الموالاة للسلطة الحاكمة على طبقات المطبلين لكل السلط من أطر في الدولة و رموز قبلية و سياسية فهذا الريع تم احتوائه في زمن محمد ولد عبد العزيز من طرف مجموعة المقربين منه ولم يعد جحافيل المطبلين المهنيين يجدون ما يبرر ولاءهم لنظام اقتصر على منحهم بعض الرواتب و العلاوات دون غيرها من النهب و السلب المعتاد الذي اقتصره الرئيس على دائرته الضيقة كما أن أقطاب المؤسسة العسكرية وحدهم هم من سلموا من التفتيش المالي المنتقى و المسمى بمكافحة الفساد و بذلك ضمن ولد عبد العزيز استمرار ولاء كبار العسكريين له فيمكنكم أن تلمسوا من خلال هذا انفراط الولاء بين أوساط الموالاة و محمد ولد عبد العزيز

سؤال : هل نظام ولد عبد العزيز انتهى بالنسبة لكم؟

جواب بيرام الداه اعبيد : لا يمكن أن أقول إن نظام الجنرال محمد ولد عبد العزيز انتهى لكنني أجزم أن نظام الرجل دخل في حقبة النهاية و صنع بأخطائه العضوية و الجسيمة و انعدام رأيته صنع الأسباب المتقدمة و الوجيهة لنهاية نظامه.

لكنني لا أفرح بكل نوع نهاية ولو كنت أنا شخصيا و منظمة ايرا نحن من تضررنا ونتضرر دائما و أكثر من كل الناس بإساءات هذا الرجل و نظامه.

فأنا لا أوافق على نهاية عنوانها الانتقام أو الفوضى أو انقلاب عسكري مهما كان لونه تفاديا لردنا إلى المربع الأول فأنا ضد الثورة بما تنتجه من عنف و ضد الحلول الغير دستورية لأنها تفرز حكم الأقوى و لا حكم الأحق بالحكم إذن فمسببات نهاية النظام ماثلة بين أعيننا كموريتانيين سياسيين أو حقوقيين أو عسكريين و واجبنا الوطني الآن هو التوجه إلى الآليات و التفاهمات التي تمكننا من حسن نهاية النظام في السلم و الأمان و إحقاق الشفافية و الشرعية و لن يتسنى لنا هذا إلا بمراقبة أقوالنا و أفعالنا في هذا الظرف الوطني المضطرب و في منطقتنا المضطربة و في عالمنا الذي لا ينقص اضطرابا فأنا أميل إلى الانفتاح و التهدئة بين الجميع مع الصرامة التامة على النصوص الدستورية و القانونية والآليات الشرعية و السلمية للخروج من الأزمة و مساعدة النظام في نهاية أحسن و أسلم و أقلها ثمن يدفعه شعبنا الضعيف لذلك أدعو أولا المعارضة الموريتانية المنضوية تحت هيئات وأحزاب كتلة المنتدى الوطني للديمقراطية و الوحدة و أحزاب و كتل المعارضة أخرى أدعوهم إلى تبني خلق و تنمية جسر متين من التوحد و التضامن مع المعارضة الاجتماعية الجماهيرية و الحقوقية العريضة التي يمثلها تيار حركة ايرا و غيرها

فالتحام هذه المعارضة العريضة المستمدة شرعيتها من الكفاح الميداني الخارج من رحم الجماهير المستضعفة منذ قرون من جهة مع المعارضة التقليدية المقننة و الخارجة من النظام الاجتماعي و السياسي الحاكم منذ عقود و المتمثلة في كتلة المنتدى خاصة و غيرها من الكتل و الأحزاب و الهيئات فلا يمكن أبدا تغيير الوضعية السياسية بصفة قانونية و شرعية و سلمية تحظى بدعم و شرعية جماهيرية و مؤسساتية وطنية و مؤازرة من طرف الشرعية و الدبلوماسية الدولية إلا عن طريق هكذا توجه ولن يرضخ محمد ولد عبد العزيز للخروج من السلطة بصفة دستورية و سلمية إلا إذا تضافر عليه هذين الضغطين الوطني الذي أسلفنا ذكر نمطه و أطرافه و الضغط الدولي و هو ما قلناه آنفا و المتمثل في أمثلة حدثت في دول أخرى كان حاسما في حل أزماتها بتوافق المطلب الوطني للتغيير ومع المطلب الأممي.

سؤال : ما رأيكم في تمرد غرفة الشيوخ على محمد ولد عبد العزيز و ما ترون في لجوء هذا الأخير إلى الرئيسين مسعود ولد بلخير و بيجل ولد هميد للتحضير لأول ردة فعل له على هذه الوضعية؟ جواب بيرام الداه اعبيد : أولا لو كنت مكان محمد ولد عبد العزيز أو مكان مسانديه و مواليه في هذا النظام ما كنت لأرى من الحكمة و لا من الإنصاف و لا من الشرع و القانون نعت المصوتين من الشيوخ ضد مشروع تعديل الدستور بالخيانة و بالعدوانية بل كان و ما زال من اللائق بالرئيس و مسانديه أن ينتهزوا هذه الفرصة بالإشادة بحرية شيوخهم و يتقبلوا الرأي و الموقف الدستوري الملزم للجميع الذي عبر عنه الشيوخ مع اتخاذ توجه جديد حيال التحضير لما بعد المأمورية والأخذ بعين الاعتبار تباين المواقف داخل الموالاة حول كثير من الملفات الوطنية كملف التعديلات الذي أظهر فيه التصويت الأخير مستوى الشرخ بين أطراف المعسكر الواحد.

كما علينا نحن في قوى المعارضة أن ننتهج لغة و أسلوب طمأنة و تحفيز رئيس النظام و مسانديه إلى انتهاج هذا الطريق و العدول عن المواجهة و التعنت و عن الإحساس بالتشفي حتى لا يقلق رئيس النظام ورموزه على أدوارهم السياسية في ما بعد فقدان السلطة فمثل هذا القلق كثيرا ما يسد أبواب التفاهم و يفتح باب الفتنة على مصراعيه ففي الأنظمة الديمقراطية لابد من السلاسة و التنازلات التي يفرضها في أحايين كثيرة درأ المفسدة و جلب المصلحة فاستئصال الخصم على المدى البعيد و بالثمن الباهظ أولى منه استصلاحه بالتنازلات و الرفق إلى خارج مركز القرار.

شخصيا أفضل الإصلاح على الاستئصال فكل الأنظمة الثورية التي حاولت مثلا اجتثاث البعث أو الكتائب القذافية في العراق و ليبيا باءت بالفوضى و الانتكاسة و حينما لم يرق لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قيامه لعيينة إبن حصن و تكريمه له و استفسروه عن ذلك قال صلوات الله وسلامه عليه إنه الأحمق المطاع يغضب لغضبه ألف سيف و يرضى لرضاه ألف سيف.

فكما قال بعضهم إن الشيوخ بتصويتهم الأخير ضد التعديلات الدستورية سجلوا أسماءهم بحروف من ذهب في تاريخ موريتانيا الغد كلام صحيح و لن يكون أصح منه إلا القول بأن محمد ولد عبد العزيز إذا مهد الطريق للموريتانيين إلى مسلسل تشاوري يفضي إلى انتخابات تشريعية و رئاسية شفافة بدون انحياز منه ولا ترشح أو ترشيح يكلل بانتقال سلمي و شفاف و ديمقراطي للسلطة و يجب علينا تسجيل اسمه في تاريخ موريتانيا الغد بحروف من ماس و مرجان.

أما ما يخص مشاركة الرئيس محمد ولد عبد العزيز للسياسيين مسعود ولد بالخير وبيجل ولد هميد في كيفية إدارة هذه المرحلة المستعصية فإني أرى في ذلك نقطة إيجابية أولية في تعامله مع هذا الوضع فالرجلان رغم عدم اتفاقي معهما في تشخيص وضعية حقوق الإنسان و خاصة حيال العبودية و العنصرية و الإقصاء الممنهج ضد مجموعات لحراطين و الفلان و الصونينك و الولوف و البومبار و كذلك لمعلمين فإني ألمس فيهما خبرة و حنكة سياسية و حسا وطنيا يخولهما إبداء الرأي السديد و النصح اللازم لمحمد ولد عبد العزيز في هذه المرحلة فنقطة تشاوره معهما تحسب له لا عليه.

سؤال : طال غيابكم عن البلد فما هو حصاد جولاتكم الخارجية و هل تعوض النتائج السلبية لخلو الساحة من وجودكم خاصة أن المنشقين عنكم و هم من أبرز شخصيات الحركة شرع لهم النظام أحزابا و منظمات و مازلتم حتى الآن الهدف الوحيد لخرجاتهم اللاذعة و العنيفة في وسائل الإعلام وأوساط التواصل الاجتماعي؟ جواب: بيرام الداه اعبيد ؛ أولا الحصاد الدبلوماسي الكبير لحركة ايرا الممثلة من طرفي ومن طرف بعض كبار المسؤولين الايراويين في المهجر كالمهندس عابدين ولد مرزوك المقيم في ألمانيا و الأكاديميين بكاري تانجا و سيكام سي المقيمان في الولايات المتحدة الأمريكية و شباب آخرين غني عن التمحيص و التنوير فوسائل الإعلام الوطنية و الدولية تعج بهذا الحصاد كما أن التكريمات و الاعترافات الدولية خير شاهد على ذلك.

أما ما تسمونه الانشقاقات فهي ظاهرة طبيعية ترافق كل المنظمات و الأحزاب في كل بقاع العالم و خلال كل الحقب خاصة إذا كانت المنظمة بلغت من القوة و التأثير ما يقلق النظام في البلد و المستفيدين منه كما هو حال منظمة ايرا في موريتانيا وفي هذه الحالة تلجأ الأنظمة إلى محاولات الضربات الأمنية و السياسية و الحملات الإعلامية و تعتمد في أحايين كثيرة إلى الرشاوى و التجنيد من داخل صفوف المنظمة لإضعافها أو كسرها الأمر الذي لم يفلح فيه النظام الموريتاني حتى الآن رغم تكثيفه لجهود التخريب و استثماره في شراء الذمم من مراكز متقدمة في الحركة. فحركة ايرا مازالت متماسكة في الداخل متألقة فكريا و جماهيريا و صلبة المعنويات و تشكل القوة الضاربة ضد النظام و مصدر إزعاج له.

وخير دليل على حضورنا القوي داخليا و المخيف للنظام هو كما قلتم الآن كثرة الحديث عنا و توجيه السهام ضدنا التي يقوم بها النظام حينما يكلف بها بعض أبواقه المساكين المغلوبين على أمرهم و بصفة لا تخلوا من الإهانة لبعضهم خاصة منهم من ركبوا مجد ايرا حقبة أو فترة لكن ايرا للجميع من معها و من ضدها و هي مشغولة أولا و آخرا بمصلحة الشعب الموريتاني.

سؤال : ما هو موقفكم مما قيل إنه صدر من نائب الأمين العام للحكومة الموريتانية من تعيير لكاتب موريتاني بسبب انتماء والدته لشريحة لحراطين؟

جواب :بيرام الداه اعبيد؛ هذا الموقف القائل بدونية الحراطين و العبيد هو السائد في المجتمعات الموريتانية بمختلف أعراقها فهو التنقيص بهذه القومية أي قومية شعب لحراطين العظيم كما سميناه عند تأسيس حركة ايرا سنة 2008، أمر معتاد منذ القدم ولو إن كان بعض النخبويين الذين يطمحون لدور في الحياة العامة يتحاشونه علنا رغم التبطين الكلي له عند كثيرين منهم إلا من رحم ربك.

ورغم أن نضال ايرا وحملها للمعركة الإعلامية ضد العنصريين إلى أوجه ضاعف من تحاشي تبني الذين ينظرون إلى أنفسهم كشعب الله المختار في بلدنا الألفاظ الازدرائية للحراطين الموروثة عن الثقافة و الآباء فإن بعضهم كرئيس البلاد محمد ولد عبد العزيز لا يتخفى من القدح ذي الطابع العنصري و الازدرائي للحراطين كما فعل قبل أشهر في خطابه في النعمة.

أما نساء لحراطين أو "لخدم " فتعودنا على سماع و رأية الأقوال و الأفعال التي تنم عن عقوقهم من طرف أبناء الجاريات و أبناء "لخدم" فهؤلاء أشد الناس على حركة مناهضة العبودية و هم أكثر الناس شهادات الزور ضدنا في هذا الموضوع حسب تجربتنا و على سبيل المثال لا الحصر أذكركم بموقف وزير العدل الحالي من العبودية و ملابساتها و كذلك موقف الصحفي المشتوم اليوم بأمه مع الأسف أو أخوه في حملة تبرير الاستئصال و التنكيل ضد النشطاء المناهضين للعبودية على خلفية أحداث أدباي بوعماتو 2016 فكلا الأخوين أو أحدهما على الأقل كان بوقا متفانيا آنذاك للتوجه النافي للعبودية و لمأساة لحراطين والداعي للضرب على مناهضي العبودية بيد من حديد

فلعل خؤولة العبيد في مجتمعنا هذا لا تستحق غير هذا من صلة الأرحام لكني لا يسعني إلا أن أشجب المجاهرة بسب الرجل أو الرجلين بأمهما من طرف رجل ذا مركز حكومي رفيع كهذا الذي يقال له الكنتي و الموقف يستدعي منا كحقوقيين أن ندونه و نربطه بموقف الرئيس محمد ولد عبد العزيز في النعمة و نعرضه على الهيئات الدولية الحكومية و الغير حكومية لتصنيفه كموقف رسمي من طرف الرئاسة و الحكومة الموريتانيتين يتبنى دون خجل مواقف لا إنسانية تناقض القوانين و المواثيق الدولية كما أننا سنؤازر كل ضحايا هذا النوع من العنصرية إن تجرؤوا على القيام بدعوى قضائية أمام المحاكم الموريتانية استنادا على قانون تجريم العنصرية المعتمد حديثا من قبل النظام الموريتاني.

سؤال :كلمة أخيرة ؟

جواب : بيرام الداه اعبيد؛ اللهم اغفر لي ما صدر من زلل في كلامي و وفق قومي في تقبل ما صدق و أفاد من كلامي رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.

لبراكنة إنفو


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2017-03-22 19:23:35
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article17631.html