يتوافد منذ بداية شهر رمصان وزراء الحكومة على مدينة كيفه، وعند قدوم كل واحد يبادر إلى عقد اجتماع كبير في قاعة الإجتماعات بفندق البلدية وسط المدينة يستعرض خلاله منجزات الرئيس ، ويستمع إلى مداخلات بعض المجتمعين، ثم يعود ولازال مودعوه يسمعون قرع نعاله إذا بوزيرآخر يبلغ مدخل المدينة وهكذا.
وزيرة الوظيفة العمومية هي وحدها من غير المكان واختارت عقد مهرجانها بمقر المندوبية الجهوية لقطاعها بكيفه.
الحضور تفاجأوا بقيام الوزيرة بتنظيف الطاولة من حجيرات وأشياء كانت عليها ، ثم قامت بمساعدة بعض الافراد بإزالة صورة الرئيس من جدران المكتب بسبب كتابات وخطوط على هذه الصورة.
معتبرة تحييدها أفضل من إبقائها وسخة.
لقد نسيت الوزيرة أن قطاعها لم يوفر أبسط الوسائل والمستلزمات لهذا المرفق الحيوي ليصلح لاستقبال الضيوف سوى طاولة قديمة جدا ؛ جلست الوزيرة خلفها وقد تم وضع "علبة أكلوريا" فارغة تحت أحد أعمدتها كيلا تسقط.
هناك فقط رجل طيب وصبور يقوم على هذه المصلحة، لكن الدولة الموريتانية لم تضعه كباقي زملائه بالولاية في ظروف يمكن معها عمل أي شيء.
لقد علق أحد الحاضرين قائلا: كان من الأجدي للرئيس أن يصرف تكاليف جولة هذه الوزيرة في تجهيز المندوبية الجهوية للشغل وأن يتركها هي تنعم بالراحة في الخريف مع عائلتها وأصدقائها .