بات من الشائع في أجيالنا المراهقة والصاعدة في مدينة كيفه تفشي ظاهرة تعاطي المخدرات وكأن شغل الشباب هو التباهي في هذا الأسلوب المتعارض مع الدين والاخلاق ومصالح المجتمع , بل يعتبر تنامي هذه الظاهرة بفعل العولمة ووسائل التواصل الاجتماعي- بمعنى آخر- روافد ومغريات الثقافة الغربية الدخيلة التى غزت العالم بأسره بل انها طرقت كل بيت مثل التلفزيون والهاتف.
ونظرا الى أن هذه الفيروسات قوية التأثير وشديدة الحبكة وسريعة الانتشار سقط شبابنا ضحية، وابتلع الطعم فصار من العادي أن ترى تسمع عن هذه الظاهرة في الأماكن العامة والخاصة دون أدنى حياء أو خجل بل الأدهى والأمر أن السلطات المعنية تشاهد بعين مغمضة واقع هؤلاء الشباب.
ومن المؤسف أن السلطات تمنح ترخيصا لمحلات تعتبر وكرا مناسب لتعاطي المخدرات حيث تنظم فيها حفلات رقص مسائي يزعجون بها الساكنة وتشجع على إشاعة الفاحشة والأخلاق السيئة في صفوف العاقلين ومن دونهم .
وإنه ليحز في النفس الدور الضعيف أو شبه المنعدم للعلماء والأسر والمثقفين في التحسيس والتنبيه والتوجيه والإرشاد حول خطورة هذه الظاهرة في المجتمع ، خاصة أن مجتمعنا مجتمع محافظ وفاضل .
ان ما تشهده مدينتنا اليوم من شيوع وتنامي الظاهرة في صفوف الشباب لأمر جد خطير وفوضوية لا يعلم نهايتها إلا الله.
وان الانفلات الأخلاقي الذي يعيشه شبابنا ليدعو الى القلق والى أن يتحمل كل منا من موقعه مسؤوليته فنحن والحمد الله شعب مسلم تحكمه أخلاق الاسلام والشريعة السمحة التي فيها خبر من قبلنا والحكم فيما بيننا ، وجل من قائل يقول :
( كنتم خير أمة أخرجت اللناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر......) وأمة محمد (ص) كلها دعاة الى الحق في كل مكان و زمان ولنا في رسول الله أسوة حسنة حيث يقول الرسول الله صلى الله عليه وسلم ( من رأى منكم منكرا فليغره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الايمان).
فما بالكم آباء وأمهات ومثقفين وفقهاء وعلماء ساكتون الى متى هذا السكوت على الباطل ؟ ألم يبلغ السيل الزبى؟
لاريب أن فساد الأخلاق مهلكة وعواقبها وخيمة على أي مجتمع بل الأمر يشمل الأمة جمعاء ، يقول أحد الشعراء
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
فعلينا جميعا أن نستشعر الخطر ونقف في وجه ظاهرة تعاطي المخدرات وأن نسعى الى القضاء عليها بشتى الوسائل والسبل ونعلم أن تهاوننا أو استصغارنا المسألة ربما يؤدى الى استفحالها فبعض الأمور نراها صغيرة ولكن نتائجها كارثية كما أن المنكر منكر فلا تقاس هذه الأمور بالحجم.
لذا يجب أن نحارب هذه الظاهرة كل من مركزه وحسب جهده وطاقته فالمسؤولية علينا جميعا فكلكم راع و مسؤول عن رعيته .
وكما قيل - الحق قديم- ونؤكدها حديثا ودائما وأبدا ومراجعة الحق خير من التمادي على الباطل والعاقل من اتخذ أسباب السلامة واتقى الشبهات فالدرب طويل والأخطار جمة والعمر قصير.
بقلم/بوكسه ولد اسقير