هو محمد محمود بن محمد المختار المشهور بلقبه حمود ول متار فقيه أصولي شاعر ولغوي أديب وخلوق عفيف ورع وزاهد.
درس مختلف العلوم في موريتانيا والمملكة العربية السعودية والسودان بدأ تعليمه في محظرة أسرته اهل احمد الخيار المشهورة بتدريس القرآن وعلومه التي تسكن في أم القاح وأكرطيل وأم الخز وأفل وبعد حفظه القرآن درس مبادئ النحو هناك وقرر الانتقال الى آفطوط لدراسة الفقه واللغة في محظرة أهل احمد الهادي.
ثم فضل بعد ذلك الانتقال الى محاظر "الكبله" لتعميق معلوماته في النحو واللغة فانتقل الى تلك المحاظر في ظروف مادية ومعيشية أكبر من قاسية فكان لا يجد من الغذاء الا حفنة أوحفنتين من الزرع بين الاربعاء والخميس فتؤكل كما هي.
قرر بعد استكمال دراسته هناك الحج فسافر الى السودان واقام بها فترة تزوج فيها واقبل عليه طلاب العلم واشتهر في قرية اجنينات ثم انتقل منها الى البلاد المقدسة وأدى فريضة الحج ثم أقام في المملكة العربية السعودية فترة الا أن زهده في الدنيا وهروبه من تحصيل المال كان من بين عوامل أسباب رجوعه الى بلده الاصلي ولاية لعصابة، فقرر العودة اليها وبدأ رحلة العودة مرورا بالسودان ثم السينغال وأثناء مروره بالدول الافريقية أقبل عليه بعض الطلاب ويبدو أن من بين أهدافهم زيادة على طلب العلم التعدي على مقتنياته فسرقوا كل ما لديه وبقي في السينغال لا زاد ول اراحلة
فوصل الخبر مسامع الشيخ ول الغوث المعروف بالكرم والانفاق فأرسل له جمالا وعند وصوله جهز له خيمة بكل معايير تجهيز الخيام أنذاك فأقام في الحلة إماما ومدرسا الى أن قرر الانتقال الى كيفة والإقامة فيها
له مؤلفات في الفقه والاصول والنحو وفتاوى في نوازل فقهية.
توفي رحمه الله في كيفه سنة 1988 وفيها دفن.
صورة من حياته
أكثر صور حياته استقرارا في ذاكرتي هي صورة أول لقاء معه جئت الى منزله بعد العصر فلم أجده فسألت متى يعود فقالواعند الغروب فعدت بع دصلاة المغرب فوجدته متكئا على ظهره فاستقبلني بحفاوة وفرح وتبين لي بعد ذلك أنه كان في مزرعته وأنه صائم تطوعا ورغم ذلك استقبلني وسألني عن اسمي وابن من ثم قال قدم فقرأت ابياتا من الفية ابن مالك فشرحها لي وبعد الانتهاء قال لي أنت تريد حفظ الالفية أو معرفة الاعراب قلت بل معرفة الاعراب قال اذا اكتب الفقه أو الاصول او مصطلح الحديث فالإعراب لمعرفته لا تحتاج الى كتابة شيء .
قراءة الصورة
اولا يستفاد منها انه يعمل بيده في مزرعته ليعيش عيشة كريمة حلالا
ثانيا أنه يعمل لرضى ربه بفعل أفضل عمل بعد الجهاد وهو الصوم تطوعا
ثالثا أن له اخلاقا عالية اذ لم يثنه تعب المزرعة ولا الصوم عن استقبالي بحفاوة وتدريسي
رابعا غزارة علمه واتساعه اذ لم يسألني عن أي فن سأدرس ثقة منه أني لا يمكن أن افكر في تعلم فن لا يعرفه .
خامسا ان عنده خبرة عالية في احسن وامثل طرق التدريس واكثرها جدوائية خاصة في علم النحو
سادسا حسن النية ونصح المسلمين فقد نصحني بضرورة كسب الوقت وعدم الاقتصار على تعلم فن واحد فقد أرشدني الى كتابة ثلاث فنون في نفس الوقت.
تلميذه ومحبه والمعترف له بالجميل احمدو احميتي