في مقابلة مثيرة مع وكالة كيفه للأنباء : عمدة كيفه : نجحنا في العديد من جوانب مهمتنا ونلتمس عذر الجماهير فيما أخفقنا فيه .
وكالة كيفة للأنباء

أجرت وكالة كيفه للإنباء مقابلة مثيرة ومطولة مع السيد يعقوب ولد الطالب عمدة بلدية كيفه ، تناولت جوانب مهمة فيما يدور ببلدية كيفه

وتعرضت للكثير من القضايا التي تهم سكان البلدية اتجاه ذلك المرفق الحيوي وهذا هو النص الكامل للمقابلة :

وكالة كيفه للأنباء : السيد العمدة تشرف مأموريتكم على انتهائها ،فماذا تعتقدون أنكم أنجزتم لصالح الجماهير التي انتخبتكم.؟

يعقوب ولد الطالب : أنا مسرور بإتاحتكم لي الفرصة ، لأجري أول مقابلة صحفية أكشف لمواطني من خلالها وللرأي العام عن الجوانب التي أعتقد أننا نجحنا فيها ، ملتمسا العذر من المواطنين لما أخفقنا فيه ، ولا يفوتني أن أشكر وكالة كيفه للأنباء ؛ التي وفرت منبرا محليا يمكن المواطنين من معرفة ما يجري حولهم عن قرب ، لأن موريتانيا الكبيرة أصبحت مختزلة في انواكشوط وهو الشيء الذي لا ينبغي. وبالعودة إلى سؤالكم ، فلا يخفى على أحد مدى جسامة الانتكاسات والتحديات التي اعترضننا أثنا هذه المأمورية ، نذكر منها لا على سبيل الحصر تغيير 6 أغشت 2008 وإلغاء وزارة اللامركزية ، التي كنا نأمل أن توجه الكثير من الإمكانات والوسائل للبلديات. إنه من المعروف أن مجال عمل البلدية يشمل أساسا الصحة الأولية ، والتعليم الابتدائي ، والنظافة والاعتناء بالمعوزين وتنظيم المجال البلدي من ساحات وأسواق ومحطات إلخ... وعليه يمكن للمواطن التعرف على ما أنجزنا بتفقده لهذه المجالات. ففي الميدان الصحي : قامت البلدية وعلى نفقاتها الخاصة ببناء وتجهيز النقاط الصحية التالية : أدباي الطلحايه – اغليك ول سلم – سقطار – أم اشكاك - وبالتعاون مع منظمة الرؤية العالمية تم توفير سيارة إسعاف رباعية الدفع وقمنا بتجهيز مركز الأمومة والطفولة بكيفه وكذلك اكتتاب 6 أفراد من بينهم سائق السيارة المذكورة. أما على مستوى التعليم فقد تم بنفقة البلدية ترميم مدارس : المدرسة 1 ، التي تعد مدرسة تاريخية و نموذجيية. – مدرسة الفاروق 1 – المدرسة 3 - مدرسة ميساح - و مدرسة المطار . وتم بناء مدرسة في كركب من حجرتين ، وفرت البلدية مقرا جهزته لرابطة الآباء ووضعت مخصصا لرئيسها ، كما تقوم البلدية بتحمل تكاليف نقل جميع الطاولات داخل حيزها. وفي ميدان المياه ، بادرت البلدية إلى توفير المياه بطريقة مجانية وشبه مجانية من خلال الحنفيات والصهاريج والخزانات الموزعة داخل البلدية.

وكالة كيفه للأنباء : هل تعني "القربة البلاسيتيكية" التي يحملها الدعو "اتيوب" بمؤخرة شاحنة البلدية ويبيعها ؟

يعقوب ولد الطالب : تلك تستخدم في تزويد هذه الخزانات بالماء الشروب. ثم يواصل ويقول : قامت البلدية بحفر عدد من الآبار : "بئر أكن أهل نوح" - بئر الزماله – لكريفه - بئر سقطار - بئر زينت المشرع .

وكالة كيفه للانباء : الذي نعلمه أن الحفر في بئر أهل نوح توقف في مرحلة من المراحل ؟

يعقوب ولد الطالب : لم يتوقف حتى دخله الماء وهم الآن يشربون منه ونحن بصدد تعميقه. كما أذكر في هذا الصدد بان البلدية قامت بالكثير من عمليات التنقيب. وأما قطاع المساجد والمحاظر ، فيحظى لدينا باهتمام خاص ، حيث نوجه إلى هذا القطاع منحة نقدية سنوية خاصة ، لا ترقى بالطبع إلى مكانة هذا القطاع في أنفسنا ولكن ضعف الموارد ؛هو ما يعيقنا.كذلك نولي اهتماما كبيرا بالمقابر، وقد قامت البلدية بحمايتها وتوفير معدات الغسل والدفن وشمل ذلك :مقبرة سقطار – مقبرة أتويميرت – مقبرة الطلحايه وترميم وإزاحة التراب عن مقبرة بولنوار. وبخصوص الشباب والرياضة ، قامت البلدية برعاية هذا القطاع ؛ من خلال تجهيز بعض الملاعب وتزويدها بالشبابيك والملابس والكرات ، بالإضافة إلى التكفل بنقل الفرق في الكثير من المناسبات ، علاوة على المخصصات المالية التي استفادت منها بعض النوادي . وفي ميدان آخر أقمنا علاقات مع المنظمات غير الحكومية ، ونفذنا معها برامج تحسيسية بحقوق الطفل ودخلنا مع هذه المنظمات في عملية مشتركة وزعت خلالها كميات من المواد الغذائية في إطار سياسة الغذاء مقابل العمل. وقامت البلدية بمد بعض المنظمات بالعربات والحمير وتوفير بعض المكاتب لتعاونيات نسوية ، وكذلك قدمت البلدية قروضا لعدد من المنظمات. وفي مجال المرأة ،أنشانا مركزا مهنيا خاصا بالنساء ،كون حوالي 100 سيدة في مجالات المعلوماتية والطبخ والخياطة.

وكالة كيفه للأنباء : هذا المركز لم يمض عليه أكثر من بضعة أشهر حتى توقف . ماهي الأسباب ؟

يعقوب ولد الطالب : نظرا لارتفاع إيجار المركز فقد حولناه إلى بناية قرب المطار وهبها برنامج الأمم المتحدة للتنمية للبلدية ، غير أن البعد ومشكلة النقل جعلتنا نفكر في مكان آخر ونحن الآن بصدد تنشيط ذلك المركز وتجهيزاته لا تزال موجودة. كذلك نضيف إلى إنجازاتنا ما حققناه في مجال النظافة وهي التحدي الأكبر الذي واجه البلدية ، حيث أن العقلية البدوية اللصيقة بمسلكيات الكثير من المواطنين ،تشكل عائقا حقيقيا يحول دون التغلب على الأوساخ ، فساكن الدار يتشبث بممارسة عاداته في البادية ،فيتمسك بشاته أو بقرته أو ناقته أو حماره ووجدت البلدية نفسها والحالة هذه أمام خيارين : إما أن تنتهج الردع باتخاذ ما يلزم من إجراءات صارمة وهو ما يعني التصعيد مع الجميع ،وإما أن تقتصر على الواجهات العمومية والأسواق باعتبارها الأكثر إلحاحا وإطلاق بعض الحملات في الأحياء ، خاصة قبل نزول الأمطار. وقد عملنا عدة اتفاقيات في هذا المجال . ونحن راضون عن عمل المقاول الأخير. ينضاف إلى ذلك أننا قمنا سابقا مع شركاء من المجتمع المدني بتجربة ناجحة في مجال النظافة ، توقفت بسبب انقطاع تدخل بعض الشركاء مثل PACA . كذلك قمنا بحملات تنظيف كبيرة في اتويميرت - اغليك ول سلم – طريق انواملين – سيف أشريف – القديمة – اكراج – اهل أنتو واحياء أخرى .

وكالة كيفه للأنباء : قبل سنتين تم حفر قناة للصرف الصحي ببعض شوارع المدينة وتم بناؤها بطريقة سيئة للغاية وبدلا من أن تعطي فائدة ، أصبحت تطرح مشاكل للمرور ، فماهي الظروف التي اكتنفت بناءها ؟

يعقوب ولد الطالب : القناة المذكورة شيدت بتمويل من مشروعي فينكر وابنيم ، وأسندت الدراسة الفنية لمشروع ابنيم ، ولم تكن البلدية سوى رب عمل منتدب ؛ لافتقارها للوسائل وبما أن مشروع ابنيم جاء من أجل دعم المقاولات الصغيرة ؛فقد اختار المشروع مقاولين محليين صغار ؛ فانعكس ذلك على سلامة وإتقان القناة.

وكالة كيفه للأنباء : ألم يكن للبلدية دور بأي شكل من الأشكال في تسمية عدد من هؤلاء المقاولين !؟

يعقوب ولد الطالب : لا ، فالبلدية لا علاقة لها بالناحية الفنية لهذه القناة ولا شك أن الدراسة الفنية كانت رديئة فكانت النتائج كذلك وقد وقع نفس الشيء بمدينة روصو و هو ما دفع البلدية إلى استجلاب شركة صينية للقيام بالمهمة.

وكالة كيفه للأنباء : في وقت من الأوقات يتعرض أحد مواطنيكم لحادث ما : فتتهدم داره مثلا أو تشتعل أو يعجز عن دفع مصاريف العلاج إلى غير ذلك. فماذا فعلت البلدية على مستوى الدعم الاجتماعي ؟

يعقوب ولد الطالب : خصصنا دعما للعجزة والمعوزين والحرائق وشتى مختلف الحوادث التي تنزل بالمواطنين ورصدنا لذلك ما يقارب مليون أوقية ، يتم صرفها بطريقة شفافة من خلال محاضر وتدخلنا مرات في حالات استعجالية كالمرض وقدمنا منحا نقدية مناسبة.

وكالة كيفه للأنباء : خلال السنة الماضية نظم عمال البلدية إضرابا عن العمل وطالبوا بدفع رواتبهم ومستحقاتهم المتأخرة . فهل تم تجاوز ذلك الإشكال ؟

يعقوب ولد الطالب : قبل الإجابة على هذا السؤال اسمحوا لي بان أتعرض لجانب مهم مما أنجزنا لصالح هذه البلدية ؛ مما له علاقة وثيقة بمسالة العمال، فبالنظر إلى حجم البلدية وتواضع الموارد ؛ قمنا عند مباشرتنا لمهامنا بوضع هيكلة تنظيمية للبلدية ؛ سعيا منا لتلبية حاجيات مواطنينا ؛ وهكذا أنشانا جهازا إداريا وماليا يتولى إعداد الميزانية ، وكذا الوعاء الضريبي ، ويشرف على الجباية وتنظيم العمال ، ومصلحة فنية تعنى بالملفات الفنية وإعداد الصفقات ومتابعة تنظيم الأشغال ، يساعد هذا الطاقم أمين عام وعمد مساعدون ،يمسك كل واحد منهم بملف خاص ، وبالعودة إلى سؤالكم، فإن بلديتنا تشغل ما يقارب 70 عاملا وهو رقم ثقيل على مقدرات البلدية ،وقد فضلنا الإبقاء على هؤلاء وذلك من أجل تامين المعاش لأسرهم ؛وهو ما أثر طبعا على قدرتنا على تلبية غايات أخرى لدى المواطنين ، وأذكر هنا بان مشكلة العمال هي مشكلة تراكمية ، ونحن نعتقد أننا تعاملنا معها بإيجابية نادرة بالمقارنة مع باقي بلديات الوطن ، وهنا نشير إلى أن تأخر الراتب ينجم عن ضعف التحصيل وانعدام السيولة عند الخازن ، وفي كل الحالات ؛ فإن الأولوية في الصرف موجهة لتسديد رواتب العمال . وفي الوقت الراهن لا يتأخر للعمال سوى شهر واحد.

وكالة كيفه للأنباء : الاعتقاد السائد لدى السكان ببلديتكم - رغم ما ذكرتم من إنجازات – هو أنها بلدية فاشلة مع صرامتها في جباية الضرائب. فأين ذهبت هذه الأموال ؟

يعقوب ولد الطالب : تعتمد البلدية في الإطلاع بمهامها المتعددة على ما تجمعه من خلال نظامها الجبائي وهو ما يمثل مكمن المعضلة عندنا ، وإن المواطنين الأعزاء لم تحصل لديهم القناعة بأداء ذلك الواجب ، ولا يزال معظمهم يختلط في ذهنه كلما هو مرتبط بهذا الموضوع ، فبإعطاء الواحد لضريبة السكن يرفضها في الدكان والعكس وإذا قدم ضريبة العقار امتنع عن ضريبة النشاط و إذا أخذت منه غرامة ظنها تغني عن دفعه للضريبة وهكذا ... ! وهذا الجانب هو ما تنازلت عنه الدولة لصالح البلديات ؛ كي تقوم بواجباتها ، وهنا لا ينبغي أن يشترط المواطن مقايضة الضريبة بالإنجاز. ، فالضريبة عندما تدخل الخزينة تصبح جزء من الدورة المالية للدولة وتصبح ملكا للجميع. وهنا ك نظرة سلبية للضريبة قسمت الناس إلى قسمين :
-  قسم صوت للعمدة وهو ينتظر رد الجميل ولا يتقبل إلا الزيادة .!
-  وقسم عارض العمدة وهو لا يريد له أكثر من الفشل ! وأمام هذه الوضعية ؛ فإن مداخيل البلدية تصبح ضعيفة وفي بلديتنا تقتصر الجباية تقريبا على النشاط التجاري وبالتالي ؛فإن ما تجمعه البلدية من كافة الضرائب سنويا يتراوح ما بين سبع مائة ألف أوقية إلى ثمانمائة. كذلك تتميز قيمة الضرائب التي وضعتها البلدية بالانخفاض ف : 80% من الضرائب ؛هي ما بين 500 أوقية و 1000 أوقية. و10% مابين 1000 أوقية و2000 أوقية و7% ما بين 2000 أوقية و3000 أوقية و3% فقط ما بين 4000 أوقية و6000 أوقية. وهذه الأخيرة لا تطال أكثر من 4 متاجر. ضف إلى ذلك أن البلدية لا تأخذ الضريبة على السكن رغم أن المتوقع من هذه الضريبة يفوق العشرة ملايين أوقية وقمنا بتجربة ماضية في هذا الاتجاه ، فلم نستطع تحصيل أكثر من عشرة آلاف أوقية !! البلدية أيضا لا تضع الغرامات مع أنها حق طبيعي للبلدية وهي من ناحية أخرى تمثل ردعا للمخالفين . ورغم ارتفاع مستوى الإيجار، فإن البلدية لا تجبي أكثر من الثلث. لقد اختارت البلدية في طريقة عملها بهذا المجال سياسة التفاهم والتراضي بدل تطبيق الإجراءات المنصوصة ، وهنا أنتهز هذه الفرصة لأذكر مواطني الأعزاء بان البلدية ملزمة في إطار اتفاقية بين البلديات والدولة تدعى العقد البلدي بتحقيق ما لا يقل عن 70% من الضريبة وفي حالة عجزها عن تحقيق ذلك تتعرض البلدية - وبالتالي السكان - لتخفيض خطير لمستوى الدعم المالي والمؤسسي.

وكالة كيفه للأنباء : يلاحظ في الآونة الأخيرة تدشين سلطات البلدية لحملة جبائية شرسة ، خصوصا في اتجاه المواشي وأصحاب العربات . فماهي الأسباب ومهمتكم تشرف على الإنتهاء ؟ قد يقول قائل : إن ذلك سباق مع الزمن من أجل جمع ما أمكن من مال ؟

يعقوب ولد الطالب : المسؤولية لا تتجزء ومهمتنا في تسيير هذا المرفق مستمرة وسؤالكم يأخذني إلى ذكر الكثير مما قمنا به من خدمات عمومية تمس بشكل مباشر القطاعات التي ذكرت ، فقد بنت البلدية لصالح الجزارين ثلاث نقاط جزارة في كل من القديمة - التميشه – سقطار وبناء مسلخة عصرية وأنجزنا لصالح تجار الماشية حظيرة للحيوانات تحتوى على المستلزمات الضرورية ومخفر للشرطة : كما قامت البلدية ببناء حظيرة صغيرة في التميشه لتخفيض الضغط على الأولى و إنعاش تلك الضاحية.

وكالة كيفه للأنباء : حديثكم عن المواشي يقودنا إلى السؤال عما وصل إليه ملف مربط الجديدة وهو المربط ، السيئ السمعة ، الذي حول أهم أحياء المدينة إلى قمامة عفنة. من يقف وراء إبقاء المربط في هذا المكان ؟

يعقوب ولد الطالب : بلديتنا أصدرت كل القرارات التي تناسب تعليمات وزارة الداخلية ونحن نعي ما سبب هذا المربط من إساءة لوجه المدينة ولكن الجهات التي تتولى مهمة التنفيذ لا تزال تتلكأ في ترحيل ذلك المربط وعليه نكون غير مسؤولين عن وضعيته . ودعنى هنا أكمل حديثي عما أنجزناه لصالح الجماهير وأخص هنا قطاع النقل ، حيث قامت البلدية بتنظيم حركة النقل داخل البلدية من خلال إنشاء مرآب عصري يحتوى على مطعم وخزان ومكان لشحن البضائع وأتعجب من الأسباب التي جعلت الناقلين لا يستغلون هذا المرآب الهام. وكالة كيفه للأنباء : وما ذا عن مشكلة العربات مع البلدية والشرطة ؟

يعقوب ولد الطالب : تمتلك البلدية حظيرة للحجز في حى ألاك ؛ غير أنها ليست جاهزة جدا وقد ارتأينا أن نستغل المرآب المذكور مؤقتا للحجز وكل ذلك يدخل في صلب مهمة البلدية التي تقضي بتنظيم مجالها الحضري والحد من الفوضى والتسيب في الأماكن العامة وهو شان يصب في مصلحة السكان. وأما الجانب الأمني فهو من اختصاص الشرطة وأما بالنسبة للضرائب والغرامات التي هي سبب المشاكل فهي منصوصة قانونا وهو أمر يهم البلدية. وكالة كيفه للأنباء : لكن أصحاب العربات يتهمون البلدية بتغريمهم بوساطة أوصال يمكن طبعها عند أقرب الوراقات ويقولون إن الشرطة تتلقى مبالغ مما يجمع ؟ يعقوب ولد الطالب : فيما يتعلق بالأوصال ، فهي أوصال معتمدة عن طريق مداولة المجلس البلدي وأما أن تحدث محاكاة أو تزوير فلا علم لي بشيء في ذلك المضمار. وحول تقديمنا لمخصصات لأفراد الشرطة ، فهناك ما يسمى بالخدمة المعوضة وهي حق للشرطة ونحن في البلدية نفي بذلك الحق .

وكالة كيفه للأنباء : يجري الحديث في بعض الأوساط بأن البلدية لا تنظم مناقصات للصفقات وأن العمدة يمنحها حسب مزاجه. فماذا يحدث على هذا الصعيد ؟ يعقوب ولد الطالب : القانون واضح في الطريقة التي تنفذ بها الصفقات وهنا أذكر بان الصفقات نوعين - مستوى لا يحتاج إلى مناقصة ويتم الاعتماد فيه على الاستشارة المبسطة وهو ما قيمته في حدود 1200.000 اوقية.
-  مستوى يفوق ذلك ويعتمد في طريقة تنفيذه على الآلية المتبعة من طرف اللجنة المشرفة على الصفقات ، فهي التي تحدد وتزكي من هو الأجدر بالفوز وعلى سبيل المثال ليس الأقل تكلفة هو الضامن للفوز ن بل من هو أكثر أمانة وصدقية وقدرة على تنفيذ المشروع طبقا للمقتضيات الفنية والمالية وعلى العموم ، فالفترة التي كانت للبلدية موارد ضخمة ، تم تمرير الكثير من الصفقات من خلال الإعلان. أما في الفترة الأخيرة وبعد أن أصبحت البلدية تعتمد أساسا على مساهمة الدولة ، فقد يلاحظ قلة اللجوء إلى الصفقات الكبيرة ونظرا لمحدودية الغلاف المالي وكثرة متطلبات الإنفاق على هذا البند ،فإننا نفضل توزيع هذه المبالغ على أكبر عدد ممكن من الميادين والمقاولين الصغار.

وكالة كيفه للأنباء : عاملكم ؛ المدعو أتيوب يثير جدلا واسعا في صفوف السكان ويطلع بمهام متنوعة ، حتى أن بعض الناس يسمونه العمدة . فهل لنا أن نتعرف على الموقع الحقيقي لهذا الشخص ؟

يعقوب ولد الطالب : نحن لا ندعي الكمال وليس هناك من الشخصيات العمومية من سلم من استخدام مركزه رغما عنه واستخدام النفوذ أصبح مسالة شائعة. وللتوضيح ،فإن الموظف ببلديتنا السيد أتيوب تم اكتتابه من طرف العمدة السابق محمد يسلم كمكلف بالتشريفات ونظرا لقلة الأفراد ، قمنا نحن طبقا لمدونة تسيير البلديات بتعيينه مسؤولا عن الشرطة البلدية ، وبذلك يصبح مكلفا بزرمة من المهام محددة في إطار المقرر المعين له وتتمثل في غرامات البناء والفعاليات الإجتماعية والثقافية وكذلك مراقبة الطرق من الإغلاق بالأثاث والمعدات ويعنى أيضا بالحيوانات السائبة وهي كلها أنشطة تساهم في اعتقادنا في تحسين الوضع الأمني والصحي والخدماتي لسكان البلدية. هذا هو الإطار المهني الذي يعمل فيه السيد أتيوب ولمن لا يفهمون ذلك ، اعتذر وأعتذر أيضا للذين تجاوز أتيوب في حقهم جهلا منه لمهمته .

وكالة كيفه للأنباء : السيد العمدة إبان توليكم لقيادة البلدية ، حدثت بموريتانيا تطورات سياسية خطيرة وهامة ، بدأت بانقلاب ال 6 أغشت 2008 ، ترتب على ذلك أن يتحول العمدة من المعارضة إلى المولاة. فهل رجعتم للقواعد التي انتخبتكم لأخذ رأيها حول وجهتكم الجديدة ؟

يعقوب ولد الطالب : أنا مدين لأولئك الذين منحوني ثقتهم ، ليس لأنني أفضلهم وإنما جاء ذلك وليد اتفاقية سياسية تم احترامها ، وكنت سأشعر. بالخجل والحرج الشديد لو غيرت رأيي والوضعية السياسية التي انتخبت في ظلها مازالت قائمة. لقد حصلت تغيرات هامة في الساحة السياسية حتى قبل التصحيح ، غادرت بموجبها أحزاب معارضة وانضمت للحكومة الموسعة في عهد ولد السيخ عبد الله. وبعد الانقلاب عرف حزبي (تكتل القوى الديمقراطية ) نقاشا ساخنا بين مؤيدين للإنقلاب ومعارضين له وكان على رأس المؤيدين رئيس الحزب وكنت أفضل التعاطي مع الأزمة بقبول الأمر الواقع، وذهبت في هذا الاتجاه ومعي من هم فوقي في الهرم القيادي للحزب ، ومع ذلك بقيت وفيا لكافة المجموعات التي انتخبتني ولم أتخذ موقعي يوما من الأيام لتصفية الحساب مع أحد أو للضغط على أحد أو للتأثير على أحد .

وكالة كيفه للأنباء : يكثر تغيب العمدة يعقوب عن مكتبه بالبلدية . فهل كان ذلك ناتج عن ضرورة العمل أم هو تهرب من القيام بالمسؤوليات ؟

يعقوب ولد الطالب : للقيام بهام البلدية على الوجه الأكمل ، لابد من التعامل مع شقين : الأول محلي ويقتضي الحضور اليومي لتلبية احتياجات المواطنين . وثانيهما وطني على مستوى القرار بانواكشوط ففي الشق الأول ؛اعتمدت على سياسة اللامركزية بتكليف العمد المساعدين بالمهام اليومية من تصديق للعقود وحل للنزاعات ، إضافة إلى مشاركتهم في الأنشطة والإحداث المحلية ، وفي هذا الشق أتحدى أي مواطن جاء إلى البلدية لقضاء حاجة ولم يجد من يلبي ذلك من السادة العمد المساعدين أو رؤساء المصالح الذين هم باتصال يومي بي . وفي الشق الثاني وهو ما يتعلق بتواجدي في انواكشوط ، فنابع من كون العمدة هو المخول لتوقيع الاتفاقيات ، وهو المجيب على كافة الإشكاليات المطروحة ،فأحيانا أكون هناك لمتابعة الميزانية ومرة لتوقيع العقود الكبيرة مع آمكستيب وطورا لحضور الاجتماعات التي أدعى لها مع نظرائي ومع الممولين وبدعوة من الوزارة الوصية. وهنا أيضا اتحدي من يذكر تأخر ملف من الملفات التي ينبغي أن تعالج في انولكشوط. إلا انه وللأسف الشديد مازال المواطن يربط المهنة بشخص المسؤول الأول والعمل الإداري من خصوصيته أن لا يتوقف بتغيب عمرو أو زيد وهذا هو ما تقوم به بلدية كيفه.

وكالة كيفه للأنباء : هل يعتقد السيد العمدة أن شعبته بجماهير هذه البلدية قد تزايدت مما يدفعه للترشح مرة أخرى .أم أنه يرى عكس ذلك ؟

يعقوب ولد الطالب : السياسة مهنة ، وليست هواية ؛ وهي مهنة شاقة ، وفي كثير من حالاتها تفقدك أخا أو صديقا عزيزا نظرا للاختلاف في الرأي ، وفي حالات أخرى تفقدك مالك وتصبغك بأخلاق مزيفة قد تؤثر حتى على صحتك النفسية والبدنية ؛ ولهذه الأسباب تكون السياسة ليست نزهة ؛ ولا هي طريقة لجمع المال كما يعتقد البعض ، وقلما يقال عنها في الوقت الحاضر ؛بأنها عمل شيطاني لا ينفعك في عاجلة ولا آجلة. وبالعودة على سؤالكم. فإنني لا زلت اشعر بشفقة الكثيرين من ساكنة هذه البلدية ولا سيما الأكثر منهم وعيا للظرفية التي أشرفت فيها على هذه البلدية ، كذلك أعتقد أنني كسبت الذين توقعوا أن أتصرف أثناء مهمتي لصالح قبيلة أو حزب أو فئة ، فلا شك أن مأموريتي قد برهنت على عكس ذلك بما فيه الكفاية. وبالمقابل قد لا أجد المؤازرة من الجماعة القبلية التي عاتبتني على ذلك السلوك ، وكذلك الجهات الحزبية ، ولن يتعاطف معي أيضا من ظن أن لدي مالا لشراء ذمته. وفي الختام < أمتي لا تجتمع على الضلال > فلو لم تكن هذه البلدية قد استطاعت تحقيق الحد الأدنى من النجاحات لما تسنى لها المسير وهي التي يقودها مجلس يضم 21 مستشارا يتوزعون إلى مشارب وتيارات ومدارس سياسية مختلفة.!

أجرى المقابلة الشيخ ولد أحمد


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2011-11-25 10:19:00
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article141.html