في 29 ابريل 2016 يتجدد موعد لقاء موريتانيا موحدة بحلول ذكرى مسيرة الميثاق لتطلق جماهير ميثاق حقوق الحراطين صفارة إنذار جديدة رافضة للإقصاء المستمر للحراطين ، وانسداد الأفق وانعدام الفرص أمامهم ، والاستغلال المتواصل والمستمر في تقزيم دورهم لإبقائهم كمواطنين من الدرجة الثانية ، ولترتفع أصواتنا جميعا بمختلف أطيافنا بالحرية والمساواة للحراطين ، خاصة وأن السؤال اليوم ليس عن من يتحمل المسؤولية فيما جرى ؟ بل سؤال اللحظة كيف نحصن مجتمعنا ونبحر به نحو فضاء التنمية والاستقرار حتى لا ننزلق فيما راحت ضحيته أمم أخرى ؟ وبعيدا عن عذابات وجروح وندوب الماضي لتأمين مجتمعنا من التوتر والاحتقان نرفع كحراطين ونحن في ذكرى الميثاق الثالثة مطالبنا المشروعة منقوشة على كل اللافتات عناوينها :
ــ في 29 ابريل يطالب الحراطين : بخطاب يجمع ويتبنى القواسم المشتركة .
ـــ في 29 ابريل يطالب الحراطين : من الجميع ضرورة القناعة أن مسؤولية التعايش والمواطنة وتطبيق قيم الحرية والمساواة والعدالة في موريتانيا تقع على عاتق الجميع.
ــ في 29 ابريل يطالب الحراطين : من الكل ضرورة السعي للاندماج الكامل والمساواة العادلة بين جميع مكونات المجتمع الموريتاني في جسد الوطن الواحد .
ــ في 29 ابريل يطالب الحراطين : ببرامج ميدانية واقعية حقيقية تعالج جذور مشكلتهم العويصة وليس مظاهرها ، فكل ما يوجد لحد اليوم أن ثمة من لا يريد أن يعترف بوجود مشكل الحراطين ، أحرى البحث عن حل جاد له بدلا من إنكاره.
ــ في 29 ابريل يطالب الحراطين : من الكل أن يعي أن لا وحدة ولا بناء ولا تنمية في ظل استمرار عبودية وظلم الحراطين ، بل لا بد من معالجة آهات الثكالى وأوجاع المكلومين وعناء المظلومين والمضطهدين من الحراطين في آدوابه والترحيل والكبات والكزرات وغيرهما من معاقل الهشاشة الاجتماعية الفاضحة لمعاناة الحراطين الصارخة .
ـــ في 29 ابريل يطالب الحراطين : ، من كل أفراد مكوناتنا المجتمعية الوعي أنه لا يمكن أن نعبر نحو المستقبل ما
دمنا نغض الطرف عن المحطات السيئة من تاريخنا المليئة بالألم والقهر والمعاناة ، فلا تمكن العبرة بما جرى ما لم نتجاوز الحلول الترقيعية الوقتية وتأجيل الحسم للتاريخ والزمن الذي لا نريد له أن يغتال مستقبل الأجيال القادمة ، فعلى مر التاريخ وقعت الأمم في أخطاء قاتلة ولكنها في نهاية المطاف آلت على نفسها عهدا بعدم الوقوع في الفخ مرتين ، فيما لا نريد نحن التعلم من الأخطاء ولا نزال ننكر تبعات ما يعانيه مجتمعنا .
ــ في 29 ابريل يطالب الحراطين : بالبحث عن حلول جادة بدلا من إنكار مشكلتهم ومعالجتها بالأدوات القمعية ، حتى لا ننجر إلى حالة الانقسام والفرقة الضارة .
ـ في 29 ابريل يطالب الحراطين : من الكل أن يعلم أنه لا يمكن الإبحار نحو المستقبل وسط حقل مثقل بمشكل الحراطين بموريتانيا
ــ في 29 ابريل يطالب الحراطين : أن يتأكد الكل المجتمعي على أنه لا سبيل لإحلال السلم الاجتماعي داخل الدولة الموريتانية ما لم نضع العدالة الاجتماعية على رأس الأولويات لتحقيق الإنصاف لمجتمع الحراطين .
ــ في 29 ابريل لا يطالب الحراطين في موريتانيا : بأكثر من الحكم العادل والتوزيع المتساوي للثروة والإنتاج الوطني .
ــ في 29 ابريل يطالب الحراطين : كل القوى الحية المدنية الطامحة لمجتمع تسوده العدالة والحري و المساواة وضع حد لكل ما من شأنه تهديد وئامنا الاجتماعي للانخراط والمشاركة في التأسيس لموريتانيا موحدة ذات وئام اجتماعي عادل يكرس العدالة والوحدة ويقوي وشائج البناء الاجتماعي ويتبنى المساهمة في حل مشكل الحراطين ويؤسس لتقسيم متساوي للثروة .
ـــ في 29 ابريل يطالب الحراطين : بكل اللغات بفرض إصلاحات اقتصادية لصالحهم والإدماج الاقتصادي الحر لهم ووضع حد لتهميشهم ، والمساواة والإنصاف لهم ، ومنحهم الحقوق والمشاركة التي تكفل لهم الإحساس بعدم الغبن.
ـ في 29 ابريل يطالب الحراطين : وفي الذكرى 55 للتأسيس الدولة الوطنية بإنصافهم وإلا فإننا نكرس واقع التفاوت بموريتانيا ، ونواصل الاستمرار على الاستبعاد في حق الحراطين بجميع مستويات التأثير .
ــ في 29 ابريل يطالب الحراطين : ببلورة منهج سياسي عادل يعترف للكل بمكانته ومشروعيته ويجد فيه الكل تمثيلا له خاصة وأنه حان الوقت لأن نقتنع برؤية مفادها أنه طالما لا يزال استمرار وضع مكونة الحراطين بموريتانيا على ما هو عليه فإن الوضع القائم بالبلد يفتقد للشرعية والمشاركة المجتمعية الفاعلة ، فوضع الاستبعاد والتهميش اللذين يعيشهما الحراطين يعمقان مزيدا من الحنق المتأجج في نفوسهم .
فمن يسمع ويُسمع صوت الحراطين المثخن بأنات وآهات الظلم المفضوح في آدوابه والكبات والكزرات وبالمدن والأرياف قبل أن ننزلق نحو المجهول الأسوأ ؟! .