هل بدأت المنسقية عدها العكسي لإسقاط النظام؟
وكالة كيفة للأنباء

يبدو أن احزاب منسقية المعارضة الديمقراطية بدأت تدخل ذروة تصعيدها ضد نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز، والذي بدأته قبل أشهر بمطالبته بالرحيل عن السلطة قبل انتهاء فترة مأموريته الأولى. التصعيد الجديد تجلى في تنازل السياسي المخضرم أحمد ولد سيدي بابه عن حقه في الرئاسة الدورية للمنسقية لصالح ولد حننا، الذي يرى البعض أنه بات من أشد صقور المنسقية، وأكثرهم استماتة في دفع المعارضة إلى ممارسة المزيد من الضغط على النظام لحمله على الرحيل. فمنذ أن ذاع اسم ولد حننا من خلال الانقلاب الذي قاده، من خارج المؤسسة العسكرية وبسلاح مدرعاتها، ضد أكثر الأنظمة العسكرية استقرارا وثباتا، أصبح اسم الرجل عنوانا للتغيير. وعرفت عنه، خلال المرحلة الأخيرة، دعواته للصمود أمام بطش الأمن الممارس بحق المعارضة وقادتها خلال محاولات الاعتصام، وبماضيه العسكري المخيف للأنظمة ترسل المنسقية للنظام رسائل تحمل أكثر من دلالة، لم يكن آخرها اختياره للرئاسة الدورية قبل ثلاثة أسابيع فقط من حلول ما بات يعرف في موريتانيا بشهر الانقلابات العسكرية (شهر أغسطس). ولأن الرجل تربطه علاقات وطيدة بالسياسي الموريتاني المعارض مصطفى ولد الامام الشافعي، المقيم في بوركينافاسو، وصاحب النفوذ القوي في القارة، فسيجد النظام نفسه في مواجهة احتمالات التورط في المستنقع الأزوادي الذي بدأت طبول الحرب فيه تدق في أكثر من عاصمة إفريقية، ولاسيما في نواكشوط، لتجد خبرة ولد حننا العسكرية وعلاقاته الاجتماعية وروابطه السياسية ما يمكن أن يفيد المنسقية في تسجيل هدف طال انتظار في مرمى النظام. ولكي تشد المعارضة في أزر الرائد السابق والبرلماني الحالي، الذي قدم اعتذاره للشعب عن دعمه لولد عبد العزيز، سارعت إلى تكليف القيادي في حزب تواصل الإسلامي السالك ولد سيدي محمود بتولي مسؤولية الأمانة العامة للمنسقية، ليتناغم الماضي العسكري لولد حننا مع البعد النضالي للإسلاميين، في سنفونية أدى عزفها المتسارع إلى التعجيل برحيل نظام طالما ارتبطت به مصالح الناس.. فكيف بمن لا مصلحة لأحد في ظله؛ كما يقول بعض المعارضين. نعلم جميعا أن الإسلاميين جميعهم أشخاص غير مرغوب فيهم لدى النظام القائم، لكن مقت الرئيس وحاشيته للنائب السالك جعل من اختياره للعب الدور المكمل لشجاعة واندفاع صالح نوعا من صب الزيت على النار، ليزداد صيف الحكومة حرارة على حرارة مطالبة رأسها بالرحيل. وفي خطوة ثالثة مستفزة، أوكلت المنسقية قيادة شبابها لحزب اتحاد قوى التقدم، الكابوس المثير لسخط النظام، خاصة وأن رئيسه محمد ولد مولود عاد إلى نواكشوط بعد رحلة علاجية دامت ثمانية أشهر، ليشرف بنفسه على حمل عبء حزبه من معركة تغيير النظام؛ كما يقول مراقبون. فهل بدأت المنسقية عدها العسكي لإسقاط النظام، خاصة أنها تعد الآن لمهرجان، وربما اعتصام، في الثامن عشر من الشهر الجاري.

السفير


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2012-07-11 04:17:25
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article1394.html