"ربيع الديناصورات" ذالك ما يحدث في القارة السمراء خلال هذه الفترة ، ديناصورات جاثمة على كراسي الحكم تكتم أنفاس شعوبها رافضة أن تخطو خطوة واحدة خارج القصر، و ربما يكون يوم الأحد الماضي الموافق 20 مارس 2016 بمثابة بداية منعطف انتكاسة التناوب السلمي على السلطة في إفريقيا، و تقويض البناء الديمقراطي في ربوعها.
في هذا اليوم تمت إعادة "الديناصور" دنيس ساسونغيسو لمأمورية جديدة مدتها 5 سنوات و هو الذي حكم هذا البلد (الكونغو البلجيكي) أكثر من 20 سنة، و في نفس اليوم ايضا تجري في السنغال محاولة تمرير تعديل دستوري يتيح للرئيس إمكانية البقاء في السلطة لمأمورية ثانية، وقبل ذلك قال الرئيس روبرت موغابي (92 سنة) في قمة الاتحاد الإفريقي الأخيرة " سأبقى في السلطة حتى يطلبني الرب، طالما حييت سأسير هذا البلد" قالها وسط تصفيق كبير من لدن أقرانه المؤتمرين في قمة الاتحاد الذي من أهدافه تعزيز الديمقراطية و حقوق الإنسان في إفريقيا.
موجبه أن الرئيس محمد ولد عبد العزيز- حسب اعتقادي- لا يريد أن يتحول إلى أحد هذه الديناصورات التي شاخت في الحكم، و خلقت لها من الأعداء ما يجعل حياتها متوقفة على بقائها في السلطة، فهي تحتمي بحصانة الرئاسة من المحاكمة بسبب ما ارتكبته من فظائع، و جرائم في حق شعوبها التي تتمنى أن تشنقها ألف مرة.
أتركوا الرئيس ينهي مأموريته و يطبق برنامجه قدر ما استطاع و في النهاية سنحكم عليه هل نجح أم لم ينجح، و أعلموا يا من تدفعون الرجل إلى تعديل الدستور و المأمورية الثالثة تصريحا و تلميحا أنه قد سبقكم آخرون في زمن الرئيس معاوية فكلنا نتذكر أولائك الذين طالبوا ولد الطائع بالترشح لمأمورية جديدة و إلا فإنه سيحاكمونه، ثم سلقوه بألسنة حداد بعد الانقلاب عليه!
لا تدفعوا الرجل نحو الجنون فالجنون هو أن تعتقد بأنك يمكن أن تكون رئيسا مدى الحياة، المثل الحساني يقول " إلي جننت جماعة جن" و أنتم جماعته.