ساذج إلى أبعد الحدود و مضر بالوطن تدافع الولايات الموريتانية وتنافسها للإستفادة من التعيينات في المناصب الحكومية والوظائف العليا التي ينبغى أن تمنح طبقا لمعايير الكفاءة والنزاهة والتضحية وانتهاج فضيلة "الرجل المناسب في المكان المناسب" ، فالذي يعم نفعه وتسع مردوديته الجميع وتدخل فائدته كل بيت من بيوت الولاية هو المشاريع والبرامج التنموية والمنشآت الاقتصادية والاجتماعية والبنى التحتية وليس تعيين فلان أو علان.
لا شك أن معايير "التوزير" يحوزها المئات من أبناء كل ولاية على حدة. وإن اتباع المعايير السالفة سيكون مخلصا ومحصنا لحكام البلاد من الاتهام والوقوع في الشبهات وتَوَلُدُ إحساس هذه الولاية أو تلك بالغبن أو الإقصاء من قبل السلطة ؛ فالكل سوف يصبح راضيا ومسلما بتولي أفراد الأسرة الواحدة لجميع الكراسي إذا بني ذلك على الأسس والمعايير المقنعة الموضوعية الواردة سلفا.
والذي يجعل سكان ولاية لعصابه يشعرون بالازدراء والإقصاء هو أن يغيب أي تمثيل لهم في حكومة لا يخضع تشكيلها لأي نوع من سمات الاختيار الموضوعي؛ بل يحظى داخلها اشخاص لم يخطر على بال بشر أن يتولوا تسير كوخ فضلا عن وزارة وأن تصبح الميزة الثابتة للحكومة هو خلوها من أي من أبنائهم.
حديث الناس في هذه الولاية يتعاظم حول مسألة التهميش في مسألة التعيينات ،وهم الغاضبون أصلا من نسيان الولاية من المرافق والمشاريع التنموية.
لقد أصبح الناس هنا يعتقدون على نطاق واسع أن رئيس الجمهورية يختزل كل أسهم ولاية لعصابه في "قيادتها للجيوش" !!