الزائر لأي من المصالح الجهوية بولاية لعصابه يلاحظ لأول وهلة ، أنها لم تعد بوسعها تلبية الحد الأدنى من حاجات المواطنين واهتماماتهم ، وأنها أضحت مواطن مهجورة لا أحد يطمع في أن تسدي له أية خدمة أو تجلب له منفعة.
إن القائمين على هذه المرافق محبطون ومندهشون إزاء الوضع المتردي الذي وصلته مصالح عمومية كلفوا بتسييرها وبجعلها أدوات للتنمية وهم الذين لم تمكنهم الدولة من الوسائل لفعل شيء!
إنهم خجولون من مقابلة الناس - يقول أحدهم متكتما على نفسه - .فهذه سونمكس توصد أبوابها ومصلحة المياه ومندوبية الزراعة والبيطرة لا أحد يطوف بهما كذلك منسقية تشغيل الشباب التي لم تقدم أي شيء لأبناء هذه المنطقة. وتلك هي حالة جميع المصالح بهذه الولاية التي لم يعد من شغل للعاملين بها سوى التلهي بالعاب كوميتراتهم إذا كانت موجودة أصلا!
رؤساء هذه المرافق يتسكعون لا هم لهم غير السؤال الدائم عبر التلفون لإداراتهم في نواكشوط بحثا عن جديد يعيد هذه المصالح إلى سابق عهدها. أما المشاريع المتدخلة بالولاية فلا نشاط لها يذكر بل إن بعضها رحل.
المواطنون حجبوا عن زيارة هذه المصالح التي لم تفدهم منذ أكثر من سنتين.إذا استثنينا بعضهم عند باب الوالي لرفع قضايا تتعلق في أكثر الأحيان بالمشاكل العقارية ، أو عند الحكام أو مخازن المفوضية طلبا لشراء حصص هزيلة من أعلاف "أمل" وتجدهم في طوابير كثيرة عند المراكز الصحية العاجزة هي الأخرى عن تقديم قطعة قطن لمرضاها . كما تراهم عند شبابيك مراكز شركات الماء والكهرباء للتعويض عن فواتير غير مستحقة نظرا لسوء الخدمات المقدمة من الشركتين.
لا توجد بيد رؤساء المصالح هنا أية وسائل للقيام بأي شيء.إنهم يفتقرون إلى قلم الرصاص والورقة وتراهم عند الوراقات طول النهار من أجل فاكس أو طباعة رسالة أو تصوير ورقة. ولن تصدق إذا علمت أن والي لعصابه لا توجد لديه سيارة وهو إذا أراد التنقل إنما يصاحب أحد المسؤلين الامنيين الذين وحدهم يمتلكون سيارات.
حتى العلم الوطني ؛ لا تتوفر أكثرية هذه المرافق عليه و إن وجد فهو بال جدا ولا يهتم به أحد ، مثله صورة الرئيس فلا يزال جينرالا ببعض هذه المصالح بعد أن أعياها الحصول على صورته المدنية.