جاء أمر الشيخ علي الرضا مؤخرا بنشر تاريخ موريتانيا الايجابي ؛ قرارا مثلجا لصدور الغيورين على تراث ثري ناصع كانوا يتوجسون خيفة ـ محقين في ذلك ـ من أن يطمره النسيان، ويضرب عنه الناس الذكر صفحا.
ولقد نفخ القرار ـ الذي ليس أول بركات الشيخ لا جعله الله آخرها ـ نفخ جذوة أمل كادت تنطفئ بفعل عقود النسيان التي عاناها التراث الوطني بشكل عام وتاريخ الأعلام بشكل لافت.
ومن نافلة القول التأكيد أن الشيخ علي الرضا بن محمد ناجي الصعيدي يمثل إحدى شخصيات الاجماع الوطني القلة التي يراهن عليها في حفظ استقرار الوطن وحماية بيضته؛ لوقوفهم على مسافة واحدة من كل مكونات الطيف الاجتماعي والسياسي الوطني؛ من حيث احترام الأواصر التي تجمع الكل فهو الناصح الأمين؛ وليس مسعر فتنة ولا داعية فوضى وعنف.
تأكيد هذا حديث معاد وتحصيل حاصل.
آلاف القلوب الظمأى تنهل من معين نبع الشيخ الصافي زلال العقيدة الأشعرية الصحيحة والتصوف السني؛ وآلاف البطون الخاوية تطعم من موائد الشيخ جوعها؛ وماله الكسب الحلال يتفرق بين عباد الله لا يتبعه من ولا أذى؛ وهو يعطي عطاء من لا يخشى الفقر؛ وكيف يخشى الفقر والله رازق؟؛ وهو إلى ذلك الناسك الورع الزاهد الذي لا يشغله زخرف الدنيا الزائل عن التفرغ لعبادة الحي الباقي الذي لا يموت.
ويكفي الشيخ حفيد رسول الله أن اسمه الشريف لم يتصدر سوى هيئة واحدة هي المنتدى العالمي لنصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وحق له الفخر بذلك؛ وفي سبيل تحقيق أهداف هذا المنتدى المتلخصة في الذب عن خير البرية وصحابته الكرام وإحياء سنته المطهرة أنفق المال والوقت والجهد وتحمل الأذى لا يبغي بذلك غير وجه الله عز وجل فجزاه الله أحسن الجزاء.
الشيخ علي الرضا أحد الدعاة الى الله على بصيرة بالحكمة والموعظة الحسنة؛ لا يعين الشيطان على إخوته وأخواته؛ فعندما كانت أصابع الاتهام بالخروج من الملة توجه للناشطة الحقوقية مكفولة بنت إبراهيم لم يشارك الشيخ وتلامذته في تلك الحملة؛ وإنما أرسل إليها من ينصحها ويستتيبها؛ فعادت لجادة الحق وأعلنت براءتها من اعتقاد غير الاسلام دينا.
أطال الله عمر شيخنا الشيخ الرضا ونفع به المسلمين وحشره في زمرة رسول العالمين عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم.