تبدو العلاقات بين ولد عبد العزيز وماكى صال فى غاية السوء، فقد رفضت السنغال طلب تسليم ولد الامام الشافعي الذى وجهته موريتانيا الخميس، من خلال وزير الداخلية ولد ابيليل الذى وجهه لنظيره السنغالي امباي انداي، وهو طلب كان متوقعا بالقطع. المصطفى ولد الامام الشافعى هو رجل له ثقله فى غرب القارة الإفريقية.
منذ سنوات عديدة، وهو متهم من قبل انواكشوط بالانتماء للقاعدة وتمويلها ولذا فهو موضع مذكرة طلب دولية جاءت من وكيل الجمهورية في انواكشوط في الــ28 ديسمبر الماضي، وعليها اعتمد وزيرنا للداخلية لتوجيه مثل هذا الطلب. وقد انتشر الأمر في العواصم الإقليمية على أساس أن ولد عبد العزيز يستغل محاربة الإرهاب لمحاولة النيل من أحد أبرز معارضيه. وقد أكدت على هذا المعنى منى منت الدي الناطقة باسم تكتل القوى الديمقراطية فى تصريح لصحراء ميديا حين قالت: ’إن الحكومة وضعت نفسها في موقف حرج، وكذلك جيرانها، (الحكومة السنغالية بدفعها إلى هذا الرفض). وهي تتحمل المسئولية كاملة للسلطات الموريتانية، ومثل هذا التصرف يأتى في إطار سلسلة من التصرفات الرامية إلى اقتناص المعارضين.’
لكن هناك حالة وحالة. فالرجل المعني ليس على الأرض الموريتانية، وكان سيهرب خفية، لكن الأمر مر على خلاف ذلك. وبدلا من ذلك استقبل الرئيس ماكى صال في بيته المعارض الموريتاني ووفر له الحماية والتغطية، قبل أن يغادر في الغد في أفضل الظروف. تصرف غير محسوب هو ذاك الذى أقدم عليه الجنرال السابق الذى لا زالت العقلية العسكرية تعيش فيه تحت الغطاء المدنى. لقد قيل أن المخابرات الموريتانية حاولت اختطاف الرجل، وهو أمر لا ينبغى التقليل منه، وتقديرات القيادة السنغالية ليس هدفها فقط إحداث مشاكل دبلوماسية.
فالعلاقات بين الدولتين يجب أن تكون في المقام الأول. وهذا أقل ما يجب إظهاره من حسن النوايا. دون الالتجاء إلى افتراض وجود عداوات بين الرئيسين، وهذا ما انعكس على تسيير الأمور اليومين بين الدولتين الشقيقتين منذ مجيء ماكى صال إلى السلطة. لكن التدنى في مستوى العلاقات بين البلدين بدأ منذ العام الماضي. ولد عبد العزيز لم يفعل الكثير من أجل أصدقاءه في الداخل، فليس من المستغرب أن يفعل نفس الأمر مع جيرانه. مستوى خطير هو ذاك الذى وصلت إليه العلاقات بين البلدين.
أحمد ولد الشيخ
Le calame N° 838
الراي المستنير