تشير جميع القرائن إلى أن الحكومة الموريتانية قد تراجعت عن مشروع الخضروات بكنكوصه بعد 3 سنوات من إقامته، حيث كانت التحضيرات لزراعة أرض المشروع تبدأ في شهر سبتمبر من كل سنة واليوم يقترب شهر نوفمبر من الانتصاف دون أن تقام أي أعمال بالمشروع.
وكالة كيفه للأنباء اتصلت ببعض الجهات المعنية فلم تجد إجابة شافية ولم يكن المسؤول بأعلم من السائل غير أن الوقت يمضي بشكل يحمل على الاعتقاد بأن هذا المشروع لم يعد على جدول أعمال الوزارة على الأقل هذا العام، وإذا صح ذلك فإن هذه الحكومة تتخلى عن أكبر مشروع للدعاية بهذه الولاية إذ كانت تنعته بالمشروع العملاق الذي زاره رئيس الجمهورية مرتين.
ومع ما يثار حول هذا المشروع من صخب إعلامي رسمي فإنه لم يضف جديدا بمقاطعة كنكوصه على حياة الفقراء حيث اقتصرت مدة زراعة الخضروات به على الموسم التقليدي المعروف خلال أشهر الشتاء وهي الفترة التي ينتج فيها المزارعون المحليون الكثير من القلات تضيع بسبب مشاكل التسويق وقلة الطلب مما يحول منتوجهم إلى سلعة استهلاكية تنفد في غضون أسابيع وهو الأمر الذي أتبعه المشروع بشكل تام حيث افتقدت سياسته إلى توفير الخضروات بشكل دائم طيلة أشهر السنة كما في كافة بلدان العالم وبانتهاء ثلاثة أشهر هي عمر الشتاء يغلق مشروع كنكوصه ويبدأ الناس في استيراد الخضروات من المغرب ، وهو الأمر المثير للاستغراب إذ كيف بمشروع بمليارات الأوقية لا يمكنه أن يصمد غير عدة أسابيع مثل كل البساتين المحلية التي لا تمتلك أي مقدرات.
كما تضرر من سياسته التسويقية المزارعون الصغار الذين لم ينسق معهم طرقا للتسويق تحفظ مصالح الطرفين وهم اليوم لا يبدون أي أسف لتوقفه.
ويبقى السؤال المطروح هو هل تدرس وزارة الزراعة تغيير استيراتجية المشروع وهو ما أدى إلى تأخر أعماله هذا العام؟ أم أن المشروع هو مشروع الوزير السابق ولد محمد امبارك وقد انتهى معه؟