كيفه : التجاذب السياسي يطغى على ملتقى العلماء!
وكالة كيفة للأنباء

اختتم زوال اليوم الملتقى الذي نظمته وزارة التوجيه الإسلامي لصالح عدد من الفقهاء والإئمة وأساتذة المحاظر بولايات الحوضين وتكانت ولعصابه وكان الوزير أحمد ولد النيني قد ترأس إنطلاقة الملتقى في العاشر من هذا الشهر.

الملتقى كان بعنوان : "قواعد المذهب المالكي ترسيخ لقيم الوسطية" وقد استمع المشاركون إلى محاضرات في الموضوع قدمها كل من : بوبكر ولد أحمد ، محمد فاضل ولد محمد الامين ، الشيخ ولد حمزة ،ومحمد عبد الله ولد الحسن.

بعض ما ورد من أفكار في هذه المحاضرات كان مناسبة للكثير من النقاشات والجدل بين المشاركين مما كشف عن تشكل قطبين داخل الملتقى كل منهما عبر عن آراء واجتهادات تصب في صالح ميوله السياسية وقد برز ذلك بشكل واضح من خلال ما يلي :

1- استمات بعض المتدخلين لإظهار ما يتميز به المذهب المالكي في موضوع إطاعة ولي الأمر والدعوة إلى التسامح ونبذ الفتنة وهو ما أثار آخرون فذكروا المشاركين بأن الأمام مالك قد ضرب من طرف السلطة في يوم من الأيام بسبب عدم رضوخه لها. وفي هذه النقطة تبين الفرق بين دعاة الثورة وبين " كلنا عزيز " داخل قاعة الملتقى.

2- كذلك ظهر تباين كبير وشهدت القاعة زوبعة كبيرة حول مناقشة مسألة العبودية ، حيث فهم واحد من الأطراف أن الطرف الآخر لا يظهر من خلال ما يقدمه من أفكار موقفا واضحا من العبودية وهو ما عبر عنه أحد المتدخلين بقوله يبدو أن السلطات الرسمية تقف موقفا أكثر حسما للعبودية مما نسمعه الآن من أفكار. وقد حاول تيار المعارضة في الملتقى أن يظهر أكثر تشددا في قضية العبودية من تيار الموالاة.

كذلك لم يفت على بعض المشاركين الإدلاء بآراء تنتقد سياسة الدولة في موضوع العبودية واتهامها بمحاولة جعل مسألة العبودية في يد رابطة العلماء ونزعها من المنظمات والجهات الحقوقية التي أخذت على عاتقها تبني هذه القضية منذ زمن وهو ما استوجب ردودا من الطرف الآخر.

3- شكك بعض المتدخلين في أهداف الملتقى وقالوا أنه ينظم في ظروف خاصة افرزتها قضية حرق الكتب وهو ما يضفي عليه أبعادا سياسية وطالبوا بإبعاد المقدس من التجاذبات السياسية وهو ما رد عليه البعض الآخر بالتفنيد والدحض.

4- لقد بلغ الصراع قمته في اليوم الأخير عندما أرتأى المنظمون أن يكتب المشاركون ملتمس تأييد لرئيس الجمهورية فأمبرى طرف آخر ورفض ذلك مما جعل المنظمون يكتفون بورود ذلك على لسان المتحدث باسم المشاركين شفويا فقط.

احتتم ذلك الملتقى وقد تأثر أصحابه بشكل بالغ بما يعتمل الآن في الساحة السياسية الوطنية من شد بين النظام والمعارضة ، والذي يثير الانتباه هو كون العلماء المحاضرين هم جميعا ممن عملوا مع كافة السلط التي تعاقبت على هذه البلاد.

وكالة كيفه للأنباء استمعت إلى عدد من المشاركين وقد عبروا عن صدمتهم من مستوى الضيافة وحجم التعويضات.


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2012-06-12 10:34:42
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article1218.html