لعصايه : موسم إذلال المنمين يتواصل !
وكالة كيفة للأنباء

بدأ المنمون بولاية لعصابه منذ فاتح مايو التردد على المكاتب الإدارية بالولاية من أجل الحصول على حصتهم من الأعلاف لذلك الشهر، وواجه المنون أياما صعبة تلفحهم شمس الصيف وتحرق أجسادهم رياح السموم ، وانفقوا الكثير من التكاليف أثناء إقامتهم في عواصم المقاطعات، وترتب على انشغالهم في طلب العلف وتحريه خسائر كبيرة في مواشيهم التي فقدت رعايتهم في أحرج الأوقات.

وظل الحكام يسوفون حول تسليم الأعلاف ، وعند إنقضاء كل يوم من الإنتظار يوعد هؤلاء باليوم التالي وهكذا حتى كاد شهر مايو ينتهي فجاءت القسمة وكانت صادمة للمنمين مخيبة للآمال موجبة للضجر وصب اللعنات ؛ ذلك أن أغلبية المنمين الذين سجلوا في اللوائح لم تستفد بأكثر من خنشتين وهناك أقلية سميت بالمنين الكبار والمتوسطين كان نصيبها 9 خنشات إلى 20 ، يكون نصفها من القمح والنصف الآخر من " ركل " المشكوك في صلاحيته.

لقد مد المساكين أياديهم لتلك الكميات التافهة لأنهم في أمس الحاجة إلى أي شيء مهما كان ضئيلا؛ إلا أنهم فعلوا ذلك وهم يشعرون أنهم خذلوا وكذب عليهم وتلقوا بالإضافة إلى ذلك كله لأبشع الإهانات وتعرضوا للكثير من أساليب الإزدراء.

في الطابور كانوا يسقطون من شدة العطش و الحر والزحام مغمى عليهم، وفي هذا الطابور كان الشرطي ورجل الحرس يقول لهم أف وينهرهم ويوجه ما شاء من كلمات مقززة ويركل أو يصفع إن شاء!!

لقد كانت دورة مايو للأعلاف هي الأسوء حتى الآن ؛ فمن حيث الوقت كان من المفترض أن يجدها المنمون في اليوم الأول أو الثاني من شهر مايو فلم يتحقق ذلك قبل نهاية الشهر، ومن حيث الحجم فهي الأقل رغم أن الحكومة الموريتانية ظلت تردد أن كل حصة تعقب أخرى ستكون أفضل منها تمشيا مع ما تفرضه شهور الصيف من مشاكل للمنمين ، وعلى مستوى الإجراءات كانت الأكثر تعقيدا فتمت إضافة محطة جديدة هي الرابعة تتمثل في الحصول على ورقة تسجيل من البلدية.

إذن لكي تحصل أيها المواطن المنمي على خنشة من القمح وأخرى من "ركل " في شهر مايو: عليك أن تبدأ في البحث عن ذلك من أول يوم في هذا الشهر، فإذا كاد ينقضي عليك أن تصطف مع الميئات عند البلدية لتحصل على ورقة تسجيل ثم تنتقل إلى الطابور عند الحاكم فتتسلم وصل الكمية لتنضم إلى جموع الزملاء لدى الخازن الجهوي لدفع ثمن الحصة وعندئذ تشد الرحال إلى مخازن المفوضية لتسحب الخنشتين وحينها تكون قد أكملت مناسك العلف التي لا سبيل فيها للتعجل مطلقا.

إنه علف هزيل يدفعه المواطن من جيبه ومن وقته ومن كرامته وقد صدق المنمي المامي ولد الزين عندما قال في تصريح سابق لوكالة كيفه للأباء : لقد قتل هذا الرئيس مواشينا مرتين ؛الأولى عند مستوى التدخل الذي كان متواضعا جدا والثانية عند حبسنا أمام المكاتب االعمومية فضاع وقتنا وهلكت مواشينا!


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2012-05-28 00:45:00
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article1135.html