لم تكن تصفية الخطوط الجوية الموريتانية المؤلمة نهاية لعنة الطيران الموريتاني فلم تكد شركة "موريتانيا أيرويز" التي انشئت على انقاض الشركة الأولي ومنحت شبه احتكار للمجال الجوي تنطلق حتي تهاوت طائراتها واعلنت افلاسها وتجري تصفيتها الآن بصورة متعثرة..
ثم جاء زمن عزيز وقراراته المتسرعة التي لا تستند لأي منطق وصرف 50 مليون دولار من المال العام واموال أسنيم في شراء طائرات واطلاق شركة اخري بصورة جزافية هي " الموريتانية للطيران " وتمثل نشاط الشركة الجديدة الاول في نقل الرئيس وحاشيته خلال مكوكياته عبر العالم... ولأن اللعنة لم تفارق اجواءنا تعطلت احدي طائرات الشركة الجديدة وهبطت اضطراريا في تونس قبل يومين مصابة بوعكة ميكانيكية قاتلة، وانحرفت الطائرة الثانية مساء امس عن مدرج مطار بامكو وكادت ان تنفجر... وتعاني الطائرة الثالثة أخر طائرات "الأسطول العزيزي" العاملة من مصاعب فنية وقد سدت معظم مطارات العالم في وجهها وفي وجه اخواتها المتوعكات لأن الشركة لم تحترم معايير السلامة الدولية... هذا في الاجواء اما على الارض فهنالك فضيحة المطار الدولي واسناده الجزافي لسماسرة ”النجاح للأشغال الكبرى " مقايضة لأرض الصكوكي ومساحة الحزام الاخضر الذي تحول إلي كومة غبار تسوقها الشركة المذكورة على هواها...
باختصار معاناة موريتانيا مع الطيران ومع الانظمة العسكرية ومع السماسرة ومع صفقات التراضي تجعل التحليق غير ممكن وغير آمن في هذه الاجواء الاحادية المكفهرة التي تفوح منها رائحة الفساد برار وبحرا وجوا.
يعقوب ولد سلام/الري المستنير