في قرى أم اشكاك الفقيرة القريبة من مدينة كيفه أقحم مشروع PROLPRAF قبل ثلاث سنوات النساء والأطفال فضلا عن الرجال في أعمال عضلية مضنية أيام الحر والجوع ؛ جلبوا المياه على أكتافهم وقطعوا الأشجار بأيدهم وجمعوا الحجارة والطين والقش لبناء هذه الأعرشة على أمل أن تكون تربية الدجاج تدشين لمشروع طويل بعيد الأمد يمتلك من مقومات الاستمرار والبقاء ما يجعله جديرا بالتضحية.
شمروا جميعا عن سواعدهم وعملوا بشق الأنفس حتى تم الانتهاء من هذه الأبنية
لقد أسال المشروع لعابهم فلم يضنوا عليه بأي شيء.
كانوا يتساءلون وهم يعملون كيف لهذا المشروع الكبير ذي الغلاف المالي الهائل أن يَعدل عن أخذ مقاول خبير يتولى أعمال البناء و لا يقحمنا نحن البؤساء؟
كيف يٌسخر الأهالي في أعمال البناء ؟ أين الأموال التي سيوفرها تكليف الأهالي بالعمل بدل عمال مهنيين لم يكلف المشروع نفسه أخذ غير واحد أو اثنين منهم ؟
غير أن الشك فيما يجري لم يجعل السكان في هذه القرى المسكينة يعدلون عن التطوع ماداموا يأملون أن يكون مشروع الدجاج سيضع حدا لجوعهم وفقرهم كما يروج أصحاب المشروع.
بعد أشهر قليلة من تربية الدجاج وبيعه اكتشف المواطنون أن الهدف عند PROLPRAF هو أن يبدأ المشروع وأن تغني له التلفزة الوطنية ويرقص له ثلة من النفعيين المقربين.
انتهىت مسرحية PROLPRAF في أم اشكاك وأسدل الستار على مشروع الدجاج وسقطت اللوحة تعبيرا عن الأسى والحزن اتجاه ما يحاك ضد الفقراء.
وانتقل PROLPRAF ليعرض اسكتشا عبثيا آخر في ركن من هذه الولاية.
وهاهي دور الدجاج في أم اشكاك اليوم أوكارا للقطط والسحليات ومآوي للحمير والكلاب السائبة.
فعلها PROLPRAF وقد سبقته إليها مشاريع أخرى وإن كان هو الأشد فتكا.
هي ولاية مستباحة ومرتعا هادئا للمفسدين والانتهازيين ومصاصي دماء البشر.